يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك.
وقال رجل لخالد: ما أكثر الروم وأقل المسلمين.
فقال خالد: ما أقل الروم وأكثر المسلمين، إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال، والله لوددت أن الأشقر "فرسه " براء من توجيه وأنهم أضعفوا في العدد وكان فرسه قد حفى في مسيره،
ثم أمر خالد عكرمة والقعقاع وكانا على مجنبتي القلب فأنشبا القتال وارتجز القعقاع وقال:
يا ليتني ألقاك في الطراد ... قبل اعترام1 الجحفل2 الوراد
وأنت في حلبتك الوراد
وقال عكرمة:
قد علمت بهكنة3 الجواري ... أني على مكرمة أحامي
فنشب القتال والتحم الناس وتطارد الفرسان ثم أتى البريد كما ذكرنا.
إسلام جرجة4
ثم خرج "جرجة " حتى كان بين الصفين ونادى ليخرج إلي خالد فخرج إليه خالد وأقام أبا عبيدة مكانه فواقفه بين الصفين حتى اختلفت أعناق دابتيهما وقد أمن أحدهما صاحبه فقال جرجة:
يا خالد أصدقني ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع أنشدك بالله هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟
قال: لا.
قال: فبم سميت سيف الله؟
قال: إن الله عز وجل بعث فينا نبيه صلى الله عليه وسلم فدعانا فنفرنا عنه ونأينا عنه جميعا ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا باعده وكذبه فكنت فيمن باعده وكذبه وقاتله ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا وفهدانا به فتبعناه فقال: أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله بذلك فأنا من أشد المسلمين على المشركين5
- صدقني.
ثم أعاد عليه جرجة: