الشمالية من حمص وقد اتصل به العمران وصار حوله لهذا العهد حي يسمى "حي سيدي خالد " كما يسمى المسجد أيضا مسجد سيدي خالد.
قال رفيق بك العظم في كتابه "أشهر مشاهير الإسلام " وقد زرته مرة فوجدت عليه من المهابة والوقار ما يأخذ بمجامع القلوب التي يعرف أصحابها أقدار الرجال ويتأثرون بذكرى عصر أولئك الأبطال.
وقد كان لخالد أولاد كثيرون انقرضوا جميعا في الطاعون فلم يبق منهم أحد وورث أيوب بن سلمة دورهم بالمدينة.
وكان عمر يقول لما مات خالد: قد ثلم في الإسلام ثلمة لا ترتق ولقد ندمت على ما كان مني إليه.
ورثته أمه فقالت:
أنت خير من ألف ألف من الناس ... إذا ما كبت وجوه الرجال
أشجاع فأنت أشجع من ليث ... عرين حميم إلى الأشبال
أجواد فأنت أجود من سيل ... دياس يسيل بين الجبال1
ولخالد كرامات منها أنه ابتلع السم فلم يؤثر فيه كما مر ذكره ومنها ما رواه ابن أبي الدنيا بإسناد صحيح عن خيثمة قال: أتى خالد بن الوليد رجل معه زق خمر، فقال: اللهم اجعله عسلا فصار عسلا2، رحمه الله رحمة واسعة ونفعنا بذكرى حياته المملوءة عبرا وشهامة وبلاء حسنا في سبيل الله، وسنذكر إن شاء الله تعالى بقية حروب خالد في خلافة عمر بن الخطاب في كتابنا عمر بن الخطاب.
وقد أردنا بهذه الكلمة الوجيزة تذكير المسلمين بحياة هذا البطل الطائر الصيت الذي سجل في تاريخ القيادة والبطولة صفحات ذهبية خالدة ولا شك أن حياة خالد خالدة في الأسفار والقلوب وأردنا كذلك أن نصور هذه الشخصية البارزة بصورة جلية واضحة حتى تكون ماثلة أمامنا باعثة للهمم وعبرة للمعتبرين وقدوة يقتدي بها الأبناء في حسن البلاء والإقدام والصبر والإخلاص ورفعة الشأن والتمسك بالمبدأ حتى النفس الأخير فإن بمثل هذا القائد العظيم فتح الله على المسلمين فنشروا التوحيد والعقيدة الصحيحة وقضوا على الوثنية والشرك ووضعوا دعائم العدل والفضل.