العرب الموالون لهم بعد أن قتل وأسر منهم عدد عظيم ومضى الأندرزغر منهزما فمات عطشا في الفلاة وبذل خالد الأمان للفلاحين فعادوا وصاروا ذمة وسبى الذراري المقاتلة ومن أعانهم.
خطبة خالد1
قام خالد في الناس خطيبا يرغبهم في بلاد العجم. ويزهدهم في بلاد العرب وقال:
ألا ترون إلى الطعام كرفغ التراب وبالله لم يلزمنا الجهاد في الله والدعاء إلى الله عز وجل ولم يكن إلا للمعاش لكان الرأي أن نقارع على هذا الريف حتى نكون أولى به ونولي الجوع والإقلال ممن تولاه ممن اثاقل عما أنتم عليه.
موقعة أليس2 شهر ربيع الأول سنة 12هـ - أيار مايو سنة 633 م
انقسمت قبيلة بني بكر في القتال إلى قسمين قسم مع خالد وقسم مع الفرس
ولما أصاب خالد يوم الولجة من أصاب من بكر بن وائل من أنصارهم الذين أعانوا أهل الفرس غضب لهم نصارى قومهم فكاتبوا الأعاجم وكاتبهم الاعاجم فاجتمعوا إلى أليس وعليهم عبد الأسود العجلي وكان أشد الناس على أولئك النصارى مسلمو بني عجل.
كتب أردشير ملك الفرس إلى بهمن جاذويه وهو بقسيانا: أن سر حتى تقدم أليس بجيشك إلى من اجتمع بها من فارس ونصارى العرب فقدم بهمن جاذويه وجابان وسار جابان نحو أليس وهي في منتصف الطريق بين الحيرة والأبلة.
ثم انطلق بهمن إلى أردشير ليعرف رأيه ويتلقى أمره فوجده مريضا فبقي ملازما البلاط.
أما جابان فإنه مضى حتى أتى أليس فنزل بها. وكان خالد قد بلغه تجمع عبد الأسود ومن معهم فسار إليهم وهو لا يشعر بدنو جابان وترك عند الحفير فرقة قوية لحماية ظهره وبرز أمام الصف ونادى رؤساءهم إلى البراز له فبرز له مالك بن قيس فقال له خالد يا بن الخبيثة ما جرأك علي من بينهم وليس فيك وفاء؟ فضربه وقتله، ونشبت الحرب بين الفريقين واقتتلوا قتالا شديدا.
نهر الدم3
ولما وجد خالد شدة مقاومة العدو قال:
اللهم إن لك علي إن منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدا قدرنا عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم.