تعالى يعطيك ما يصلح حالك ومقامك، كالأبوين يعطيان الطعام لأجل
الشفقة، والله تعالى أرحم منهما وهو أرحم الراحمين، انتهى.
توفي لعشر خلون من رجب سنة ست ومائتين وألف ببلدة سورت فدفن بها، كما في الحديقة
الأحمدية.
الشيخ خير الدين الحيدر آبادي
الشيخ الفاضل خير الدين بن معصوم الحسيني الإمامي المدراسي ثم الحيدر آبادي أحد الأفاضل
المشهورين، ولد بمدراس سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، وقرأ الرسائل الفارسية على أمير الدين
علي بأوديكير، وأخذ العلوم المعتارفة عن الشيخ أمين الدين علي والحافظ حسين والشيخ علاء الدين
اللكهنوي بمدراس، واستفاض عن الشيخ باقر بن مرتضى المدراسي، ثم سافر إلى حيدر آباد وولي
التدريس بها، ورتب له خمسمائة ربية في كل شهر، فدرس وأفاد مدة عمره.
مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في مهر جهانتاب.
مولانا خير الدين الإله آبادي
الشيخ الفاضل خير الدين محمد الإله آبادي أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، له متن متين في
البلاغة ملخص من تلخيص المفتاح للقزويني، وهو مرتب على مقدمة وثلاثة فنون وخاتمة، صنفه
لأجل ولده أمين الدين حسن، والفن الثالث من ذلك المختصر مأخوذ من سبحة المرجان للسيد غلام
علي بن نوح الحسيني البلكرامي، وكذلك خاتمته فإنه فصل في الفن الثالث مستخرجات البلكرامي في
فن البديع، وفي الخاتمة أقسام العشاق والعشقيات، كما فعل البلكرامي في سبحة المرجان، وله شرح
بسيط على متنه سماه نقد البلاغة أوله: نحمدك يا من نور قلوبنا بشوارق المعاني وبوارق البيان -
إله صنفه ببلدة جونبور سنة خمس عشرة ومائتين وألف.
وكان شيعياً يظهر ذلك من مطالعة الكتاب، فإنه لا يذكر الصحابة رضي الله عنهم في مقام الذكر،
ولأنه فسر الآل بقوله: آل النبي: وعترته المعصومون، فإن إثبات العصمة لأهل البيت من مختصات
الشيعة.
ومن مصنفاته: جونبور نامه في تاريخ بلدة جونبور بلونت نامه في تاريخ مرازبة بنارس، وله
تذكرة العلماء في تاريخ بعض العلماء من أهل جونبور، طالعتها ببلدة كلكته في خزانة إيشياتك
سوسائتي.
حرف الدال
الحكيم درويش محمد الرامبوري
الشيخ الفاضل العلامة درويش محمد بن عالم خان الحنفي الرامبوري المشهور بنجم الله الصديقي،
كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، له مباحث الأطباء رسالة بالعربية في المسائل الطبية
التي استصعبها، وبعث الرسالة إلى معاصريه فأجاب عنها محمد علي الأصم اللكهنوي، والحكيم
كوجك اللكهنوي والحكيم فتح الدين الكوباموي، وترجمها بالفارسية الحكيم عاشق حسن بن بنده حسن
اللكهنوي، وسماها النتائح الحسنية معزياً إلى نفسه، فتصدى لجوابها الحكيم مظفر حسين اللكهنوي في
التحقيقات البهية وتعقب فيها على الأطباء المذكورين، وأما مباحث الأطباء فنحن نورد شيئاً من
مباحثه لتطلع على ذلك، والقليل يدل على الكثير.
من مباحث الأطباء:
البحث الأول في التعريف، قال الأطباء: الطب علم يعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصح
ويزول عن الصحة لتحفظ حاصله وتسترد زائله، يرد عليه شكوك منها: إنهم إن أرادوا بالأحوال
الأحوال الكلية فاسناد المعرفة إليها غير جائز، لأن المعرفة لا تتعلق بالأمور الكلية بل بالأمور
الجزئية، ولذا لا يقال علمت الله بل يقال عرفت الله، كذا في المطول. وإن سلمت صحة التعلق ها
هنا لأن اختيار لفظ منه يدل على أن الأحوال مستفادة من الطب وليست عينه بخلاف الأحوال الكلية،
فإنها داخلة فيه، فظهر أن إسناد المعرفة إلى الأحوال غير صحيح، وإن أرادوا بالأحوال الأحوال
الجزئية فهو أيضاً محال، لأن معرفة