رامبور وقرأ على والده وعلى المفتي شرف

الدين والشيخ حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ثم سافر إلى بلدة طوك وولي القضاء الأكبر بها في

عهد نواب مير خان، فسكن بها، ولما جاء الشيخ العلامة حيدر علي إلى تلك البلدة ناظره في بعض

المسائل، واستاء من مجيئه إلى بلدة طوك، فسافر للحج والزيارة، وأقام بجاوره عند رجوعه من

الحج، فوظفه غوث محمد خان أمير تلك البلدة، وأكرمه فسكن ببلدة جاوره، أخبرني بذلك الشيخ

محمود بن أحمد الطوكي.

قال عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه: له مشاركة في الفنون الرياضية

والعلوم الأدبية والتاريخ والطب، انتهى.

ومن مصنفاته: الدائر شرح على منار الأصول وله تعليقات على حاشية غلام يحيى ومير زاهد

رسالة ومير زاهد على شرح المواقف ورسم الخير ورسم الخيرات رسالتان في إثبات الرسوم من

الفاتحة وغيرها، وله مائة عامل صنفه لابنه عبد العريز وشرح بسيط عليه وله منظومة في العروض

ومنظومة في جواب سؤال ورد عليه من الحكيم مرزا علي اللكهنوي، أولها:

وكم سر خفي للنبي عليه صلاة باريه الحفي

الشيخ خيرات علي الكالبوي

الشيخ العالم الصالح خيرات علي بن حسين علي بن أحمد سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي، كان من

ذرية الشيخ محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي، ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف ببلدة كالبي

ونشأ بها، وصحب والده وأخذ عنه الطريقة، ولما مات والده قرأ على مرزا حسن علي الشافعي

اللكهنوي، وأسند الحديث عنه.

وكان شيخاً جليلاً وقوراً، منور الشكل، كثير العبادة والتأله والخوف من الله سبحانه.

مات لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، كما في التقصار.

مولانا خير الدين السورتي

الشيخ العالم المحدث خير الدين بن محمد زاهد بن حسن محمد الزبيري السورتي أحد العلماء

المشهورين، كان من نسل زبير بن عبد المطلب الهاشمي القرشي عم رسول الله صلى الله عليه

وسلم، ولد بمدينة سورت ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا عبد الغفور والشيخ محمد بن عبد الرزاق

الحسيني الأجي، وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ نور الله ثم عن صاحبه الشيخ نصر الله، ثم

سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ حياة السندي، وعاد إلى سورت،

ودرس في الحديث خمسين سنة.

ومن مصنفاته: شواهد التجديد وإرشاد الطالبين ورسائل في السلوك.

ومن فوائده رحمه الله في بعض رسائله:

كن تابعاً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظاهراً وباطناً، مبادراً إلى العمل بظاهر ما تجد في

الأحاديث الصحيحة وفي الفقه المعتبر، ولا تطلب الدليل، والشك يرتفع إذا وجدت الحديث الصحيح

لأن الدين بالنقل، لأن تجلي الذات موقوف على متابعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوله تعالى: " قل إن

كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" ولا تنكر أفعال الناس، وإن كانت مذمومة فانصح بالقول، ولا

تعترض على أقوال الصوفية، وإن تجد قولهم وفعلهم مخالفاً للشرع، فأوله وصف القلب عن

الكدورات والغل والغش، لأن باب التأويل واسع، وإن لم تقف على التأويل فاسكت وانظر إلى قصة

موسى والخضر عليهما السلام، وموسى كان رسولاً والخضر مختلف في نبوته، وما فهم مراده،

فكيف يفهم الجاهل مراد العارف، فلا تقبله ولا تنكره واسكت، لأن الخير في السكوت، كما لا تعمل

بالشريعة السالفة ولا تنكرها، وأعظم المعاصي عند الأكابر الاعتراض، لأن الاعتراض يرجع إلى

الفاعل الحقيقي، ولا فاعل للخير والشر إلا هو، قال تعالى: " فألهمها فجورها وتقواها"، وقال: " إليه

يرجع الأمر كله"، فينبغي للسالك أن لا يتوجه إلى الخير ولا إلى الشر بل يكون مستغرقاً ومستهلكاً

في شهوده تعالى، كما كان في حال الطفولية، والنهاية هي الرجوع إلى البداية، ولا تتفكر في أمر

الرزق ولا في غيره لأنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015