وشرح فيها الكلمات التي انتقد عليه ابن سيدة في رسالته [إلى مصر] ، واحتاج فيها لنفسه، قال في صدرها: لما كنت - أعزك الله - في أكف الآداب علما، وعلى لسان العرب وغيره حفيظا وقيما، لاقتباسك العلم من كتب ووراثتك إياه عن كلالة أب، ولم تزل تتلقاه كابرا عن كابر، وتترقاه باهرا عن باهر، لست ابن سمعك، ولا عبد طبعك، تقلد كاتبا ساذجا، وتعتقد قارئا هازجا، وتقبل البصر بلا بصيرة، وتقفو الأثر على غير وتيرة، تراعي الحروف، ولا تبالي عن التحريف، وتتلو الصحف، ولم تقتصر على حفظ سطور من كتاب سيبويه، و " شرح الفصيح " لابن درستويه، واستظهار أوراق من الغريب، والتحفظ مع الشروق ما تنساه مع الغروب، ولم تشد إلى المخرقة بفرفوريوس، ولا الغطرسة بأرسطاليس، والفرقعة بقافات أرثماطيقا وأنولوطيقا، والصفير بسينات قاطاغورياس وباري أرمينياس وضيعت علوم القران والتفنين في حديثه عليه السلام وصحابته، وتفهم أعراضه ولغاته، واجتناء زهره وثمراته وأغفلت " الكامل " و " البيان "، وتواريخ الأزمان، ونوادر البلغاء أهل اللسن والبيان، وأهملت أشعار العرب والمحدثين، إلا طلبك أثرا بعد عين، وقد أربيت على الستين، ولم تتمعدد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015