يا حافر الحفرة وسع فقد يسقط في الحفرة حفارها
وقول الآخر:
من ير يوما به والدهر لا يغتر به
وما كان إلا أن قبض الله ظله، وفضح غله، وفاز بحظ الحرمان، وحلي بطائل الخسران، وفزع اللهفان، لا يجد أما، وخبط الحيران، لا يهتدي أما، على [حين] ما كان مستحكم الأمل، داني الرجاء، متمكن الطمع [100 أ] في ختر أخيه والأخذ بكظمه، والاقتدار على ظلمه، فإذا به نشر من قبره، وشقي بضره، حين راماه بسهمه، وأخذه بحكمه، وأتاه بعلمه، {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة} (هود: 102) وجزاؤه إذا جازى القلوب وهي آثمة {ولا يظلم ربك أحدا} (الكهف: 49) {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} (الجن: 27) .
فالحمد لله الذي صيره نهبا، وكفاك منه حربا، فقد كان فيما بلغ ناهدا إليك، وعلى ما أتصل وافدا عليك، ولعل الصنع له كان من حيث لم يعلم، والعناية خصت به من أين لم يفهم، فربما كانت وفادته برجمية السائر، وسعايته مشئمية الطائر، وبدايته مندمية الآخر.
وله فصول من رقعة طويلة خاطب بها الفقيه أبا بكر بن صاحب الأحباس