ـ[بكر الجازي]ــــــــ[04 Oct 2009, 03:58 م]ـ

الأخ الكريم حجازي الهوى:

سبق أن ذكرت فهم العرب الأولين بما فيه مقنع ...

وسبق أن قلت لك إن ردودك هذه كجناح هرم مرسل.

ولا أظنك إلا تعرف ما أعنيه بقولي هذا ...

ثم إني طلبتُ إليكم ملاحظاتكم حول ما كتبت في هذا الباب، وتفضلتم مشكورين ببيان ما عندكم، ولك بعد هذا أن تقبل ما قلت أو تتركه.

فلك أن ترتاح مشكوراً فما أريد أن أثقل عليك، وأرجو ألا أكون أثقلت على الإخوة، وإنما هو جدل للوصول إلى الحق نسأل الله عليه حسن الثواب.

ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[04 Oct 2009, 05:57 م]ـ

للأسف أخي أنكم تريدون أن تقولوا بوجود الإعجاز العلمي في هذه الآية، سواء كان ما تحتجون به في إثبات ذلك صحيحاً أم باطلاً ...

ولي أن أعتب عليكم أخي في هذا مع وضوح الحجة في بطلان ما جاء به الأخ جلغوم مما يزعمه مدلولاً عليه بالآية، أو مشاراً إليه فيها.

فإن أضفت إلى هذا خطأ ما ذهبتَ إليه في آية ((وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال)) من أنها دالة على دوران الأرض حول محورها، تبيَّنَ لك أنكم لم تستطيعوا حتى الآن الانفصال عن الإلزامات الموجهة إليكم ....

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه المهديين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب بكر الجازي حفظك الله

بداية معاذ الله أن نتقول على الله بغير علم، لكن الأمر الذي نتحدث عنه إنما أشرنا إليه لرسوخ الدليل الظاهر النقلي والعقلي وهذا كلّه إنما يصبّ في بوتقة حفظ الله تعالى لكتابه الكريم ليكون هذا كلّه شهادة على أن القرآن الكريم هو كتاب الله وأن ما فيه هو كلامه فيجب الاحتكام بحكم الله فيه.

وهذا الأمر لا يخفى على أحد من المتخصصين في العلوم الذين تنكشف لهم أدق المسائل بصورة جليّة، وبعد أن يصلون فيها إلى جانب من العلوم يظنون بأنفسهم أنهم جاءوا بأمر لم يأت به غيرهم بسبب الجهد والتكنولوجيا التي اعتمدوا عليها للتوصل إلى ما توصلوا إليه. يجدون في القرآن الكريم ما يدل على وجود هذا الأمر، فإن ذلك إنما يكون دليلا وبرهانا على صدق كلام الله تعالى وصدق كتابه الكريم. والبحوث العلمية المتخصصة في هذا الجانب كثيرة جدا وفي الكلام العلمي والتفسير العلمي لايات القرآن الكريم ما هو في القرون المتقدمة فالأمر ليس جديدا، لكن هذا العصر تميز عن باقي العصور بانكشاف أمور من العلوم لم تكن معروفة للمتقدمين، لذلك فإننا في كل مسألة نجد أن القرآن الكريم إنما جاءت آياته بالغة في الدقة متناهية في الدلالة الصادقة على حقائق الأمور.

ويكفي لتقعيد مسألة الإعجاز العلمي وجود آية واحدة دالة على هذا الأمر، فالمسألة ليست بالكثرة، وسوف أعطيك مثالا ظاهرا على هذه المسألة بعد أن أجيبك عن سؤالك الذي اعترض عليه حيث استدليت بقول الله تعالى: ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً)) (الكهف:17) على أن الشمس هي التي تدور حول الأرض وليست الأرض هي التي تدور حول محورها. وهذا استدلال في غير محلّه.

فتأمّل أخي الحبيب أوّل كلمة في هذه الآية الكريمة وتأمّل بلاغة القرآن الكريم في الوصف، فهذه الآية بليغة جدا في التعبير حتى أنه يمكن أن تدخل في أعماق فهمها إلى الكثير الكثير من الأدلة البلاغية والعلمية.

فالآية الكريمة تتحدث عن الشخص الذي يرى الشمس، وليس عن حكم دوران الشمس، وما من أحد على وجه الأرض إلا ويرى أن الشمس هي التي تدور؛ ذلك لأنه محكوم بقوانين الأرض والجاذبية وصغر حجمه بالنسبة للأرض وبعد الشمس عن الأرض حتى يراها الإنسان بحجم صغير كل ذلك يهيء للإنسان الظن بأن الشمس هي التي تدور حول الأرض، لذلك نقول جيمعا أشرقت الشمس ولا نقول بأن الأرض أكملت دورة من الغرب إلى الشرق فظهرت الشمس.

فلا يقوم لك بالاستشهاد بهذه الآية دليل أو حجّة على نفي قول من قال بالإعجاز العلمي.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015