ـ[بكر الجازي]ــــــــ[04 Oct 2009, 11:45 ص]ـ

الأخ الفاضل فاضل الشهري:

بارك الله فيما قلتم ورزقنا وإياكم الاخلاص، وفي ظني القاصر أن مراد من تكلم في الاعجاز العلمي عند هذه الاية هو التنبيه على ما يحصل لمن صعد في السماء من ضيق في النفس كما بينت الاية والواقع يثبت هذا، وما اظن احدا منكم ينكر ما يصيبه عند صعود جبل فضلا عن صعود ما هو اعظم من ذلك كما يحصل لمن صعد للفضاء

لو حملنا الآية على صعود الجبل، وقد وجدت هذا التفسير عند الثعالبي، فليس هناك أي إعجاز علمي في الآية، لأن الآية تصف من يضيق صدره بالإسلام بمن يصعد في السماء (أو يصعد جبلا)، وهذا جارٍ على معهود الكلام، ولكن لا يجوز أن يدعى في الآية إعجاز علمي كشف عنه العلماء بعد 1400 سنة من نزول القرآن، لأن صعود الجبال وما فيه من تعب ونصب كان معروفاً للأولين، وكان يكفيهم أن يصعدوا من مكة إلى الطائف.

أما أن يكون المقصود من الآية الدلالة على أن الأكسجين يقل في طبقات الجو العليا، فلا ...

ذلك أن هذا لم يكن معهوداً للعرب، ولا معروفاً لهم، فلا يكون مراداً ...

ولأن في الأخذ به خروجاً على أصول البلاغة وحسن الإفهام ...

ونقول لهؤلاء العلماء: لا يوجد ما يمنع استنباط ما يتفق في القضية الكونية مع القضية القرآنية بصدق، ولكن لنحبس شهوتنا في أن نربط القرآن بكل أحداث الكون حتى لا نتهافت فنجعل من تفسيرنا لآية من آيات القرآن دليلاً على تصديق نظرية قائمة، وقد نجد من بعد ذلك من يثبت خطأ النظرية.

الأمر هنا متعلق بحمل معنى الآية الكريمة على ما لا يخالف أدلة العقل، فكيف نجعل من هذا إعجازاً؟!

إنه يجب على المخلصين الذي يريدون أن يربطوا بين القرآن لما فيه من معجزات قرأنية مع معجزات الكون أن يمتلكوا اليقظة فلا يربطوا آيات القرآن إلا بالحقائق العلمية، وهناك فرق بين النظرية وبين الحقيقة؛ فالنظرية افتراضية وقد تخيب.

لذلك نقول: أنبعد القرآن عن هذه حتى لا تعرضه للذبذبة. ولا تربطوا القرآن إلا بالحقائق العلمية التي أثبتت التجارب صدقها.

تأمل أخي الكريم ما في هذا الكلام:

1. إذا كان المقصود ربط آيات القرآن بالحقائق العلمية الثابتة، فلا شك في ذلك، إذ لا يجوز حمل القرآن على ما يخالف أدلة العقل. فلو كان هناك فهم عند الناس أن الشمس تدور حول الأرض، فيتعاقب الليل والنهار، ثم ثبت لدينا أن الأرض تدور حول محورها فيتعاقب الليل والنهار، حملنا معنى آية ((وترى الشمس إذا طلعت ... الآية)) على حركة الشمس الظاهرية، وليس المقصود أن الشمس متحركة على الحقيقة. فنحن نصحح فهمنا للقرآن، ولا نصحح القرآن، لما ثبت لدينا أنه من عند الله.

2. فلا يجوز لنا بعد هذا أن نجعل من فهمنا لآيات القرآن على ما لا يعارض أدلة العقل إعجازاً علمياً ...

3. ثم إن القول بضرورة ربط القرآن بحقائق العلم الثابتة دون النظريات الموهومة معناه أن ثبوت الحقيقة كان بنفسها، وبما أرشدت إليه أدلة العقل، لا أن القرآن دل عليها وأشار إليها، وهذا يعني إمكان أن يفهم من ظاهر القرآن معانٍ على خلاف أدلة العقل، فنصير إلى التوفيق بما لا يعارض أدلة العقل، أما أن نجعل من هذا الفهم والتوفيق إعجازاً، ففيه دور ومصادرة على المطلوب

والله أعلم ...

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Oct 2009, 12:50 م]ـ

أما أن يكون المقصود من الآية الدلالة على أن الأكسجين يقل في طبقات الجو العليا، فلا ...

ذلك أن هذا لم يكن معهوداً للعرب، ولا معروفاً لهم، فلا يكون مراداً ...

ولأن في الأخذ به خروجاً على أصول البلاغة وحسن الإفهام ...

...

لم يقل أحد أن الآية نص على أن الأكسجين يقل في طبقات الجو العليا ... ولكن أغلقت عينيك وصميت أذنيك وجمدت عقلك ولهذا بقيت تكرر علينا ما فهمناه وعقلناه، وقلنا لك مرارا وتكرارا إن الله تعالى قد ضرب لنا مثلاً لصدر الكافر وضيقه وحرجه وهو ضيق وحرج صدر المصعد إلى السماء والعرب والمفسرون من بعدهم لم يعرفوا حقيقة التصعد في السماء والدليل اختلاف عبارة المفسرين في توجيه العبارة.

ولم يكن العرب الذين خوطبوا بهذا القرآن يفهمون كل ما ورد فيه على وجه التفصيل، وإنما فهموا منه ما قامت عليهم به الحجة أنه كلام الله وأنه كلام لا يستطيعه بشر، وعدم فهم بعض الناس في وقت من الأوقات لبعض المراد من آيات الله لا يخرج بالقرآن على أصول البلاغة وحسن الإفهام كما تزعم.

والآية كما قلنا في قوله تعالى" كأنما يصعد في السماء" إعجاز أدركه الكثير من العقلاء من المسلمين وغير المسلمين، وعجزك عن إدراك ما أدركوه لن غير من الحقيقة شيئاً فأرح نفسك وأرحنا معك.

وختاما أرجو أن تتأمل قول الله تعالى:

" طائر يطير بجناحية"

وقوله:

" يصعد في السماء"

فالصورة الأولى العربي في زمن التنزيل كان يفهم منها ما نفهم منها نحن اليوم ويتصورها كما نتصورها نحن اليوم.

أما الصورة الثانية وهي صورة المصعد في السماء فليتك تأتينا بفهم وتصور العربي لها زمن التنزيل.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015