وأنظر أخي الكريم إلى المثل الذي وعدتك به، وأذكرك بقولي السابق: يكفي لتقعيد مسألة الإعجاز العلمي وجود دليل واحد عليه في القرآن الكريم

تأمّل أخي الحبيب قول الله تعالى:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73) فهل لو سلبت الذبابة شيئا من الإنسان واستخدم الوسائل المتطورة في قتل الذباب يستطيع أن يسترجعه منه، ولو حصل ذلك لانتفى الدين بكلّيته، وهذا لن يكون بفضل الله تعالى.

تأمّل أخي الحبيب بلاغة البيان في هذه الآية الكريمة، في هذا العصر وبعد تطور أساليب الجراحة المكرسكوبية توصّل العلماء إلى البرهان الجلي والحجّة البالغة في دقة وصف الآية الكريمة.

فالذباب لا يملك معدة يهضم بها طعامه، بل يخرج العصارة الهاضمة إلى خارج جسده فيضعها على الطعام الذي يأكله، ثم يهضم الطعام خارج جسم الذباب، وبعد ذلك يمتصّه الذباب مهضوما جاهزا ليتوجه هذا الطعام إلى كافة أنحاء الجسم، وهذا أمر يستحيل على البشر أو أي مخلوق أن يعيد الشيء المهضوم الذي امتصّه الذباب فتحول جزء منه إلى طاقة لتحريك الجناحين ....

فحينما يتوصل العلماء بالبحث إلى هذه النتيجة في أن الذباب ليست له معدة لهضم الطعام وأنه يهضمه خارج جسده ثم يمتصّه، ألا نقول له بأن القرآن الكريم أشار صراحة إلى أن الذباب إذا سلب من الإنسان شيئا لا يمكن لمخلوق أن يرجعه. ألا يكون ذلك دليل على أن القرآن الكريم يتكلم بالصدق والحق.

سمّه ما شئت إعجاز علمي، أو بيان علمي، أو أوجه العلوم في القرآن الكريم، أو الأدلة العلمية على صدق كتاب رب العالمين ..... لكن لا تأخذ على أحد سمّاه إعجازا علميا، لأن الله سبحانه وتعالى تحدى الجن والإنس (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88)، والمثلية كاملة أي بكل محتواه من بلاغة وتشريع وعلوم وإخبار بالغيب .... وتحداهم الله بأن يأتوا ببعض ما في القرآن الكريم (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23) فقوله تعالى: (من مثله) تدل على التبعيض أي لا يستطيعون أن يأتوا بشيء مما يحويه القرآن الكريم، ومن هذه الأمور الدلالات العلمية، لذلك لا أرى ما نعا من تسميته بالإعجاز العلمي.

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه واهدنا إلى سواء السبيل

والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا ونبض قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم

ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[04 Oct 2009, 07:15 م]ـ

لقد أعطي الموضوع أكثر مما ينبغي، وربما أخطأ بعضنا في حق بعض، ولا يليق هذا بأهل القرآن، كما لا يليق بهذا الملتقى المبارك، والكثير مما قيل هنا تكرار سود ت به الصفحات ولا جديد فيه، ونسال الله تعالى أن يغفر للجميع الزلل، وأن يبصرنا بعيوب أنفسنا، فكم من كاتب يغفل عن مراده من كتابته لمقال أو رد، وهل أراد بذلك وجه الله تعالى، أو أراد الانتصار لنفسه وإظهارحجته

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[04 Oct 2009, 07:22 م]ـ

الأخ الكريم الأستاذ حسن عبد الجليل:

بداية معاذ الله أن نتقول على الله بغير علم، لكن الأمر الذي نتحدث عنه إنما أشرنا إليه لرسوخ الدليل الظاهر النقلي والعقلي وهذا كلّه إنما يصبّ في بوتقة حفظ الله تعالى لكتابه الكريم ليكون هذا كلّه شهادة على أن القرآن الكريم هو كتاب الله وأن ما فيه هو كلامه فيجب الاحتكام بحكم الله فيه.

لقد قلت في بداية الكلام في هذا الموضوع إننا لا نهدف إلى التعرض لأحد بشخصه، أو الزرياة به والانتقاص من قدره، وإنما نبين بدورنا يا أخي الكريم ما نراه صواباً وحقاً، وندين الله به، ومنطلقنا في هذا هو ما تنطلق منه من الحرص على كتاب الله أن يداخله ما ليس منه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015