.. ويتأيد هذا الذي ذكرته في تفسير حديث (لا يمس القرآن إلا طاهر) أن في طرقه ما بين سببه، وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث به إلى أهل اليمن، وفيهم أهل الكتاب، فنبه بذلك على عدم تمكينهم من المصاحف للمعنى الذي ذكرت (3).

... وعن الحسن البصري، رحمه الله، أنه كان لا يرى بأسا أن يمس المصحف على غير وضوء، ويحمله إن شاء (4).

... والمذاهب المنقولة عن السلف من الصحابة والتابعين ليس فيها ما يعارض هذا في التحقيق.

... كالذي جاء عن سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، فعن مصعب ابنه قال: كنت أمسك المصحف على سعد بن أبي وقاص، فاحتككت، فقال سعد: لعلك مسست ذكرك؟ قال: فقلت: نعم، فقال: قم فتوضأ، فقمت فتوضأت، ثم رجعت (5).

... وعن ابن عمر، أنه كان لا يأخذ المصحف إلا وهو طاهر (6).

... ورُوي عن عطاء بن أبي رباح وطاوس اليماني ومجاهد المكي (7) وغيرهم نحو ذلك.

... فهذا وشبهه منهم محمول على استحباب الطهارة، وإنما ظهر التصريح بحزمة مس المصحف بغير طهارة فيمن بعدهم.

... فجملة القول في هذه المسألة: أن التطهر لمس المصحف مستحب وليس بواجب (8).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015