ـ[أبو علي]ــــــــ[22 Mar 2009, 11:48 ص]ـ

الأخ الكريم أبو علي،

1. لاحظ أن سياق الآية الكريمة:" وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً، وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً". لاحظ أنه كلام عن يحيى عليه السلام لم يخاطب به زكريا عليه السلام، ومن هنا لا يصح ماخلصت إليه من القول إن الحديث عن القتل لا يناسب تبشير زكريا عليه السلام.

2. أنت تصر على أن يحيى قد قتل، من غير دليل شرعي، في مواجهة ظواهر قرآنية منها: أولاً استخدام لفظة يموت ُثم ثانياً: جاء ميلاد يحيى عليه السلام استجابة لطلب

زكريا عليه السلام أن يهبه الله تعالى من يرث آل يعقوب بعد موته فما معنى أن يقتل بالتزامن مع مقتل زكريا عليه السلام أو بعده بقليل حسب روايات القتل المزعومة.

3. بالنسبة للمسيح نجد أن القرآن الكريم نفى القتل ونفى الصلب، ولو كان الصلب يعني القتل على الصليب لما نفى القتل والصلب معاً. أما القول بأن الصلب لا بد له من تكسير أرجل فهذا عجيب لا دليل عليه.

4. "وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه" اشتبه الأمر على الناس، وليس هناك ما يثبت حقيقة الواقع المشتبه به، ولكن يقيناً لم يقتل ولم يصلب، ولكنه نجى بالرفع. فما فائدة أن نخوض فيما وراء ذلك مما لا دليل عليه ترتاح إليه النفس.

5. ليست الخطورة في القول بأن المسيح عليه السلام قد قتل أو صلب، لأن مثل هذا لا يخل بمكانة النبي أن يكون شهيداً، وإنما الخطورة في العقيدة التي بنيت على هذا الزعم غير الواقعي،؛ فقد زعموا أن الله أرسل ابنه الوحيد ليعاني على الصليب ليغفر ذنوب البشر المتوارثة. ونفي القتل والصلب فيه نفي مشدد للزعم وللأساس الذي قام عليه الزعم.

الإخوة الكرام محب القرآن، أبو الوليد، أبو عمروالبيراوي.

اليهود قالوا (إِنَّا قَتَلْنَا) الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ، فيلزم أن ينفي أولا الإدعاء (َمَا قَتَلُوهُ)، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف لم يقتلوه وهم يدعون أنهم صلبوه؟

فكان لا بد من عطف (وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ).

نفي القتل يتطلب نفي الصلب أيضا، فلو نفى الصلب فقط ولم ينف القتل لتوهم القارئ أنهم قد يكونوا سقوه سما قبل وضعه على الصليب لذلك مات بسرعة، فهو يعتبر قتل بالسم وليس صلبا، إذن في هذه الحالة لم يصلب ولكنه قتل بسبب آخر ألا وهو السم، إذن فالآية تنفي القتل مطلقا سواء بالصلب أو غيره.

مثلا: لو أن رجلا توفي بالسكتة القلبية، فجاء أحد بحبل ولفه حول رقبته وشده حتى ترك أثرا ليبدو كما لو أنه قتل شنقا، ثم اتصل بالشرطة ليبلغ عن وجود قتيل فإن الشرطة ستعتبره قتل شنقا بالفعل، وبعدأن فحص الطبيب الشرعي الجثة قال لرجال الشرطة: ما قتل فلان ولا شنق ولكن شبه لكم.

لماذا استخدم عبارة (شبه لكم)؟

لأن الأثر الذي تركه الحبل على جثة الرجل (يشبه) حالة القتيل شنقا.

الشرطة ادعت أن الرجل قتل، فكان أولى أن ينفى القتل أولا: ما قتل فلان، وطبيعي أن يكون السؤال بعد ذلك:

أليس هذا الأثر على رقبة الضحية دليلا على شنقه يا دكتور؟

سيجيبهم: ولا شنق ولكن شبه لكم، فالرجل مات بالسكتة القلبية.

لو لم ينف القتل واكتفى فقط بنفي الشنق وتوقف عن الكلام فان احتمال أن يكون قتل بسبب آخر ما زال قائما، إذن فبنفي القتل على إطلاقه وإثبات بطلان الشبهة التي بني عليها الظن (الشنق) يتضح أن الرجل توفي ولم يقتل.

قال اليهود الذين ظنوا أنهم قتلوا المسيح عليه السلام: إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ، أهو تهكم أن يقولوا عنه (رسول الله)!!

ما قالوا ذلك إلا لأن الشخص الذي ظنوا أنهم قتلوه استمر يدعي أنه رسول الله إلى آخر رمق.فهل الشبيه هو من كان يدعي أنه رسول الله!!

نحن أمام خيارين:

إما أن نعتبر الذي صلب شخص آخر وأن روايات الإنجيل محرفة.

أو أن روايات الإنجيل صحيحة وتفسيرنا للآية غير صائب.

أما عقيدة الفداء المزعومة فلم ترد في روايات الإنجيل بل جاء بها بولس ليبرر بها موت المسيح، فلو لم يبرر لهم موت المسيح فمن ذا الذي سيقبل أطروحته عن ألوهية المسيح، هل الإله يموت!!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015