لقد كان المسيح عليه السلام آية للناس في مولده وفي مماته وفي بعثه حيا، أما موته فهو آية وقاية من فتنة تأليهه، لكن الشيطان برر لهم موته بأكذوبة الفداء ونجح في ذلك.

هل في القرآن ما يثبت تحريف التوراة والإنجيل؟

بقي أن نبحث عن أدلة من القرآن تثبت أو تنفي تحريف التوراة والإنجيل. نذكر بأن التوراة هي فقط ما أنزل على موسى عليه السلام، أما أسفار داوود وسليمان وحزقيال وإشعياء و ... هؤلاء كلهم جاءوا بعد موسى فكيف تصبح أسفارهم توراة، وهؤلاء الأنبياء لم يكتبوا أسفاهم بل هي روايات عنهم قد تتضمن الحق والباطل.

وليس العهد الجديد هو الإنجيل، إن كان الإنجيل هو السيرة الذاتية للمسيح عليه السلام من قول وفعل وأحداث متعلقة بالمسيح فهو إذن تلك الروايات الأربع.

قال تعالى عن الذكر: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.

هل الذكر محفوظ لأنه قرآن أم لأنه بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ.؟

التعهد بحفظ الذكر جاء مناسبا لما ختمت به سورة إبراهيم، فإذا كان بلاغا للناس فينبغي أن يصل إليهم كاملا غير منقوص وغير محرف ليكون حجة عليهم أنما هو إله واحد.

الذكر الذي كان بلاغا للناس (النصارى) قبل القرآن هو الإنجيل فهو حقيق أن يحفظ من التحريف ومن النقصان َلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ليذكروا أن الله واحد وليس ثالث ثلاتة، وليس هو المسيح.

الدليل الثاني:

مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ ....

التوراة رحمة والإنجيل رحمة، وتحريفهما أو شطب كلمة منهما يعتبر إمساكا لرحمة الله عن الوصول إلى الناس، فيستحيل أن يمسك أحد رحمة أرسلها للناس.

الدليل الثالث:

لقد سمى الله اليهود والنصارى ب (أهل الكتاب)،لو كانت التوراة محرفة فكيف يسميها الكتاب وهؤلاء أهله!! يليق بهم أن يدعواأهل الكتاب المحرف ...

الدليل الرابع:

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ...

في الآية إثبات لوجود الإنجيل، وإثبات لوجود أهله، فهم مأمورون أن يحكموا بما أنزل الله فيه، وأهل الإنجيل منهم من سكن مصر ومنهم في في روما وفي أثينا وفي الحبشة ... ونسخ الإنجيل في كل الأمصار هي نفس النسخة، فهل الذي حرف الإنجيل طاف جميع البلدان ليحرف كل النسخ!!

الدليل الخامس:

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ....

هذا خطاب الله لرسوله عليه الصلاة والسلام يأمره أن يقول لأهل الكتاب: لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، هل يأمرهم أن يقيموا شيئا لا وجود له!!

قال تعالى: وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ...

الآية تثبت أن معهم التوراة، لو كانت محرفة أو منقوصة لما سما ما معهم (التوراة).

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Mar 2009, 03:40 م]ـ

الإخوة الكرام محب القرآن، أبو الوليد، أبو عمروالبيراوي.

اليهود قالوا (إِنَّا قَتَلْنَا) الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ، فيلزم أن ينفي أولا الإدعاء (َمَا قَتَلُوهُ)، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف لم يقتلوه وهم يدعون أنهم صلبوه؟

فكان لا بد من عطف (وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ).

نفي القتل يتطلب نفي الصلب أيضا، فلو نفى الصلب فقط ولم ينف القتل لتوهم القارئ أنهم قد يكونوا سقوه سما قبل وضعه على الصليب لذلك مات بسرعة، فهو يعتبر قتل بالسم وليس صلبا، إذن في هذه الحالة لم يصلب ولكنه قتل بسبب آخر ألا وهو السم، إذن فالآية تنفي القتل مطلقا سواء بالصلب أو غيره.

مثلا: لو أن رجلا توفي بالسكتة القلبية، فجاء أحد بحبل ولفه حول رقبته وشده حتى ترك أثرا ليبدو كما لو أنه قتل شنقا، ثم اتصل بالشرطة ليبلغ عن وجود قتيل فإن الشرطة ستعتبره قتل شنقا بالفعل، وبعدأن فحص الطبيب الشرعي الجثة قال لرجال الشرطة: ما قتل فلان ولا شنق ولكن شبه لكم.

لماذا استخدم عبارة (شبه لكم)؟

لأن الأثر الذي تركه الحبل على جثة الرجل (يشبه) حالة القتيل شنقا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015