ندخله نحن, كما أنه لا علاقة لها أيضا بالمقسم عليه. إذا فما هذه الليال العشر المرتبطات بالآيات التاليات؟

إذا نحن نظرنا في نزول العذاب بعاد وجدنا أن الله تعالى يقول:

" وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة: 6,7]

إذا فالعذاب نزل بعاد في سبع ليال, فإذا نظرنا في حال ثمود وجدنا أن الله تعالى يقول: " فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ [هود:65, 66]

فإذا نحن جمعنا ليال هذه الأيام الثلاثة الذي انتظروا فيها العذاب, وكانت هذه ليال عذاب معنوي وكما يقال في المثل "وقوع البلاء ولا انتظاره" فهم ظلوا في ترقب ثلاثة أيام وثلاثة ليال ثم نزل بهم العذاب فأهلكوا بالصيحة الطاغية مباشرة! وكما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما:

"قال ابن عباس رضي الله عنهما أنه تعالى لما أمهلهم تلك الأيام الثلاثة فقد رغبهم في الإيمان، وذلك لأنهم لما عقروا الناقة أنذرهم صالح عليه السلام بنزول العذاب، فقالوا وما علامة ذلك؟ فقال: تصير وجوهكم في اليوم الأول مصفرة، وفي الثاني محمرة، وفي الثالث مسودة، ثم يأتيكم العذاب في اليوم الرابع، فلما رأوا وجوههم قد اسودت أيقنوا بالعذاب فاحتاطوا واستعدوا للعذاب فصبحهم اليوم الرابع وهي الصيحة والصاعقة والعذاب" اهـ

فإذا نحن قلنا أن الليال العشر هي ليال العذاب عند عاد وليال انتظار العذاب وترقبه عند ثمود –والتي هي عذاب أيضا- فنكون قد أتينا بليال لها علاقة بالمقسم عليه, وكما قلنا فإن هذه الآيات تحتاج إلى إعمال ذهن كما قال الله "هل في ذلك قسم لذي حجر".

وبعدما حددنا مدلول القجر ورجحنا مدلول الليال العشر ننتقل إلى الشفع والوتر, وكما رأينا فقد اختلف المفسرون فيها اختلافا شنيعا وأتوا فيها بأقوال ما أنزل الله بها من سلطان وليس لها أي علاقة بالسورة, فإذا نحن نظرنا في السورة وفي اللغة استطعنا أن نرجح المدلول المراد من الشفع والوتر في الآية, ونبدأ أولا بالبحث في معنى الشفع في المعاجم, فنجد أن ابن منظور يقول في اللسان:

"الشفع: خلاف الوَتْر، وهو الزوج. تقول: كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه شَفْعاً.

وشَفَعَ الوَتْرَ من العَدَدِ شَفْعاً: صيَّره زَوْجاً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لسويد بن كراع وإِنما هو لجرير: وما باتَ قَوْمٌ ضامِنينَ لَنا دَماً فَيَشْفِينَا، إِلاَّ دِماءٌ شَوافِعُ أَي لم نَكُ نُطالِبُ بِدَمِ قتيل منّا قوماً فَنَشْتَفيَ إِلا بقتل جماعة، وذلك لعزتنا وقوتنا على إِدراك الثَّأْر.

والشَّفِيعُ من الأَعْداد: ما كان زوجاً، تقول: كان وَتْراً فشَفَعْتُه بآخر .......... وناقة شافِعٌ: في بطنها ولد يَتْبَعُها أو يَتْبَعُها ولد بَشْفَعَها، وقيل: في بطنها ولو يَسْبعُها آخَرُ ونحو ذلك تقول منه: شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً" اهـ

فإذا نحن نظرنا في المقاييس وجدنا ابن فارس يقول:

"الشين والفاء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مقارنة الشيئين. من ذلك الشَّفْع خلاف الوَتْر. تقول: كان فرداَ فشفَعْتُه. " اهـ

إذا فكما رأينا من خلال اللسان والمقاييس فإن الشفع هو خلاف الوتر! والوتر كما سنرى فهو النقص, وهو خلاف الشفع! إذا فالشفع كما ذكر ابن فارس مقارنة الشيئين, وهو لا يقصد المقارنة بمفهومها المعاصر وإنما يقصد ضم الشيء إلى الشيء وبهذا أكون قد قرنته به! فالإنسان يكون فردا بنفسه فإذا ضم إليه غيره فقد شفع به! (وهناك فرق بين الشفع والزوج, فالزوج هو واحد الإثنين من الأجناس المختلفة! فالرجل زوج عندما يكون هناك امرأة!)

فإذا نحن نظرنا في اللسان في معنى الوتر وجدنا أن ابن منظور يقول:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015