"الوِتْرُ والوَتْرُ: الفَرْدُ أَو ما لم يَتَشَفَّعْ من العَدَدِ. .................. ووَتَرْتُ الرجلَ: أَفزعتُه؛ عن الفراء. ووَترَهُ حَقَّه وماله: نَقَصَه إِياه. وفي التنزيل العزيز: ولن يَتِرَكُمْ أَعمالكم. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من فاتته صلاة العصر فكأَنما وتر أَهله وماله؛ أَي نقص أَهله وماله وبقي فرداً؛ يقال: وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جعلته وتراً بعد أَن كان كثيراً، وقيل: هو من الوَتْرِ الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أَو نهب أَو سبي، فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قُتِلَ حَمِيمُهُ أَو سُلِبَ أَهله وماله؛ ........... ولن يَتِرَكُمْ أَعمالَكم، يقول: لن يَنْقُصَكُمْ من ثوابكم شيئاً. وقال الجوهري: أَي لن يَنْتَقِصَكم في أَعمالكم، كما تقول: دخلت البيت، وأَنت تريد في البيت، وتقول: قد وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه، وأَحد القولين قريب من الآخر. وفي الحديث: اعمل من وراء البحر فإِن الله لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً أَي لن يَنْقُصَك. والتَّواتُرُ: التتابُعُ، وقيل: هو تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ. وقال اللحياني: تواتَرَت الإِبل والقَطا وكلُّ شيء إِذا جاء بعضه في إِثر بعض ولم تجئ مُصْطَفَّةً؛ وقال حميد بن ثور: قَرِينَةُ سَبْعٍ، وإِن تواتَرْنَ مَرَّةً، ضُرِبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ وليست المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ والمُتَتابِعة. ....... وجاءت الخيل تَتْرى إِذا جاءت متقطعة؛ وكذلك الأَنبياء: بين كل نبيين دهر طويل. الجوهري: تَتْرى فيها لغتن: تنوّن ولا تنوّن مثل عَلْقى، فمن ترك صرفها في المعرفة جعل أَلفها أَلف تأْنيث، وهو أَجود، وأَصلها وَتْرى من الوِتْرِ وهو الفرد، وتَتْرى أَي واحداً بعد واحد، ومن نونها جعلها ملحقة. وقال أَبو هريرة: لا بأْس بقضاء رمضان تَتْرى أَي متقطعاً. " اهـ

إذا فكما رأينا فإن الوتر هو عملية الإفراد أو الإنقاص, وهناك فارق بين الوتر والفرد, فإذا كان الإنسان سليما غانما معافا لا يقال له وتر, أما إذا كان معه أقارب أو أصحاب فخلوه فيصير وترا لأنه كان مشفوعا ومحميا فوُتر.

إذا فكما رأينا فإن المراد من الشفع هو الضم والإلحاق والوتر هو الإفراد والإنقاص, فما المراد منهما في هذا السياق؟ لقد ذكر السادة المفسرون معان عدة للشفع والوتر ولكنهم عقدوا المسألة وصعبوها على أنفسهم وعلينا, فالمراد من الشفع والوتر هو مسألة أو عملية الشفع والوتر, فالنص لم يخصص أي مدلول من المداليل التي ذكرها المفسرون احتمالا, أما نحن فنأخذ مدلول الكلمة نفسها وهو الإلحاق والضم والإفراد والنقص!

ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:22 ص]ـ

فإذا نحن أخذنا بمعنى الكلمتين! وجدنا أن السياق قد انتظم, فالله عزوجل يقسم بعملية العطاء والمنع الذي يبتلي بها كل الناس وكل الأقوام في كل الأزمنة وغالبا ما يرسب الإنسان في الامتحان –وتذكر السورة نموذجا مباشرا لذلك في سياقها ونماذج غير مباشرة-, فعندما يعطي الله عزوجل الإنسان يأمره بالحمد, ولكن غالبا ما ينسى الإنسان ويطغى – ونطلب إلى القارئ الانتباه إلى النسيان هذا فسنعود إليه لاحقا! - وعندما يمنع الله عزوجل فيمنع لكي يتضرع الإنسان إليه ويسأله, فكله ابتلاء بالنقص أو الزيادة, فالله يعطي من يشاء كما يشاء بحكمة وقدر" لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الشورى: 12] "

وقد تبتلى الأمم بالشفع أو الوتر فينسون وعندما ينسون يفتح عليهم حتى يهلكوا أنفسهم بأنفسهم: "فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ [الأنعام: 44]

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015