وأتحفتنا بالدين دين محمد ... عليه صلاة مع سلام ملازم

فأضحت به منا القلوب منيرة ... وتزهو كما تزهو الربا بالسواجم

فأعظم بها من نعمة حق شكرها ... علينا وشكر الله آكد لازم

جزى الله رب العرش بالصفح والرضى ... وبالخير من قد كان أصدق قائم

بنصرة دين المصطفى وظهيره ... هو الحبر ذو الإفضال حاوي المكارم

هو الورع الأواه شيخي محمد ... هو القانت السجاد في جنح فاحم

لقد قام يدعو للمهيمن وحده ... فريداً طريداً ما له من مسالم

وجاهد في الرحمن حق جهاده ... وفي اله لم تأخذه لومة لائم

همام بدا والناس إلا أقلهم ... على محض شرك في العبادة لاجم

يعدون للضراء قبة ميت ... كما طلبوا منها نتاج العقائم

فهم بين موم بالركوع لسيد ... وآخر يعنو وجهه للبهائم

ومن بين داع هاتف باسم شيخه ... يروم به نفعاً ودفع العظائم

يقرب للمقبور قربان ربنا ... ويجهد في تسليم نذر الكراثم

ويدفع عين الحاسدين بأعظم ... ويرجو لدى الحمى عقود التمائم

وقد طمست أعلام سنة أحمد ... وقد زاد سلطان الهوى والمآثم

وقد طم أكناف البلاد وعمها ... فسوق وعصيان وهتك المحارم

عقوق وشرب واللواط مع الزنا ... وزور وقذف المحصنات النواعم

ولم تلق عن بادي المناكر ناهياً ... ولا آمراً بالعرف بين العوالم

فجرد عضب العزم إذ أوضح الهدى ... بآيات حق للضلال صوارم

وقدَّ بها الغواية فانمحت ... قواعد زيغ محكمات الدعائم

سقى الله قبراً ضم أعظمه الذي=حوى شرفاً من هاميات الغمائم

هتوناً برضوان وعفو ورحمة ... وأسكنه في الفردوس يا خير راحم

وأولِ الرضى عبد العزيز الذي احتمت ... به بيضة الإسلام من كل ظالم

إمام كسا ظهر البسيطة عدله ... مطارف أمن شاملات المعالم

فلو ضاع حلس في الفلا من سمالم ... أتاه به من غاب ضاري الضراغم

فيرحل من أقصى تهامة راكب ... إلى الخط لا يخشى مكائد غاشم

عزيز جوار لم ينل جاره الردى ... وفي العهد تلقى خير واف ملازم

حليف التقى والعلم والفضل والندى=ويأبى المعالي بالقنا والصوارم

وتساوى لديه ذو الغنى وابن فاقة ... لدى الحق أو حال المليك وخادم

غناءً أتى للمعتفين وكافلاً ... لذي اليتم أو للمرملات وآيم

يغار على الإسلام عن أن يصيبه ... طوارق شر فهو أمنه عاصم

لياليه بالبر العميم بواسم ... وأيامُه بالخير حيرُ مواسم

ففازت رعاياه بكل مسرة ... وعيش رغيد مترع بالغنائم

يحب أخا التقوى ويرفع شأنه ... ويبغض ذا الفحشاء ورب الجرائم

إذا رمت أن تحظى لديه برفعة ... تقرب إليه بالتقى والمكارم

لقد عمر الدنيا وآثر غيرها ... ففاز بكلتا الضرتين البواسم

حريص على إعلاء أمر إلهنا ... بإظهار دين الأبطحي ابن هاشم

فأسرج للأعداء كل طمرة ... من الضمّر القلب العتاق العدائم

ورب جيوش كالسيول يقودها ... لها لجب كالرعد إثر الغمائم

وألبس أهل الشرك أثواب ذلة ... بأسر وقتل واكتساب الغنائم

إلى أن أباد الله كل معاند ... ومزق شمل الباطل المتراكم

وقد عاين الكفار نصر إلهنا ... وفتحاً به قد جاءنا خير عالم

ورد جموع المشركين بغيظهم ... وما قط نالوا غير شر الهزائم

فآبوا لدين الله من بعد ما آبوا ... ودانوا به من بعد كفر مفاقم

وأعلن بالتوحيد كل موحد ... وطأطأ له رأس الكفور المراغم

بعون إله العرش جل ثناؤه ... وتأييده تاج الملوك القماقم

سعود أدام الله أيام سعده ... وكان له الإقبال خير ملازم

إمام الهدى بحر الندى من سقى العدى ... كؤوس الردى حتى اهتدى كل راغم

أخو همة يستصغر الخطب عندها ... وتعلو على هام السهى والنعائم

إذا نزل الأمر الفظيع رأيته ... نهوضاً بأعباه بهمة حازم

لقد علم الأعداء شدة بأسه ... وكيف أذيقوا منه طعم العلاقم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015