تكلفت كل عام سحب راحته ... عن البرية إشباعي وإروائي

فما أبالي إذا استكثرت عائلة ... فقد كفى هم وإصباحي وإمسائي

نظمت ديوان شعر فيه واتخذت ... علي كتابهُ ديوان إعطاء

وعاد قول البرايا عبد دولته ... أشهى وأشهر ألقابي وأسمائي

محرر اللفظ لكن غر أنعمه ... قد صيرتني من بعض الأرقاء

أعطي الزكاة وقدماً كنت آخذها ... يا قرب ما بين إقتاري وإثرائي

شكراً لوجناء سارت بي إلى ملك ... لولاه لم يطو نظمي سمعة الطائي

عال عن الوصف إلا أن أنعمه ... لجبر قلبي تلقاني بإصغاء

يا جابر القلب خذها مدحة سلمت ... فبيت حاسدها أولى بإقواء

مشت على مستحب الهمز مصمية ... نبالها كل هماز ومشاء

بيوت نظم لهم هي الجنات معجبة ... كأن في كل بيت وجه حوراء

وقال يمدح جمال الدين شهاب محمود:

وعدت بطيف خيالها هيفاء ... إن كان يمكن مقلتي إغفاء

يا من يوفر طيفها سهري لقد ... (أمن ازديادك في الدجى الرقباء)

يا من يطيل أخو الهوى لقوامها ... شكواه وهي الصعدة السمراء

أفديك شمس ضحي دموعي نثرة ... لما تغيب وعاذلي عواء

وعزيزة هي للنواظر جنة ... تجلى ولكن للقلوب شقاء

خضبت بأحمر كالنضار معصماً ... كالماء فيها رونق وصفاء

واهاً لهن معاصماً مخضوبة ... سال النضار بها وقام الماء

أصبو إلى البرحاء أعلم أنه ... يرضيك أن تعتادني البرحاء

ويبث ما يلقاه من ألم الجوى ... قلبي وأنت الصخرة الصماء

كم من جمال عنده ضر الفتى ... ولكم جمال عنده السراء

كجمال دين الله وابن شهابه ... لا الظلم حيث يرى ولا الظلماء

الماجد الراقي مراتب سؤدد ... قد رصعت بجوار الجوزاء

ذاك الذي أمسى السها جاراً له ... لكن حاسد مجده العواء

عمت مكارمه وسار حديثهُ ... فبكل أرض نعمة وثناء

وحمى العواصم رأيه ولطالما ... قعد الحسام وقامت الآراء

عجباً لنار ذكائه مشبوبة ... وبظله تتفيأ الأفياء

وللفظه يزداد رأي مريده وحجاه وهو القهوة الصهباء

غنى اليراع به وأظهر طرسه ... وكذا تكون الروضة الغناء

يا راكب العزمات غايات المنى ... مغنى شهاب الدين والشهباء

ذي المجدلافي ساعديه عن العلى ... قصر ولا في عزمه إعياء

والعدل يردع قادراً عن عاجز ... فالذئب هاجعة لديه الشاء

والحلم يروي جابراً عن فضله ... والفضل يروي عن يديه عطاء

يا أكمل الرؤساء لا مستثنياً ... أحداً إذا ما عدت الرؤساء

يا من مللت من المعاد له وما ... ملت لدي معادها النعماء

إن لم تقم بحقوق ما أوليتني ... مدحي فأرجو أن يقوم دعاء

شهدت معاليك الرفيعة والندى ... إن الورى أرض وأنت سماء

وقال يمدح مؤيد الدين بن أيوب:

بالغت في شجني وفي تعذيبي ... ومع الأذى أفديك من محبوب

يا قاسياً هلا تعلم قلبهُ ... لين الصبا من جسمه المشروب

آهاً لورد فوق خدك أحمر ... لو أن ذاك الورد كان نصيبي

ولواحظ ترث الملاحة في الظبا ... إرث السماحة في بني أيوب

فتحت بنو أيوب أبواب الرجا ... وأتت بحارهم بكل عجيب

وبملكهم رفع الهدى أعلامه ... وحمى سرادق بيته المنصوب

وإلى عمادهم انتهت علياهم ... وإلى العلاء قد انتهت لنجيب

ملك بأدنى سطوه ونواله ... أنسى ندى (هرم) وبأس شيب

الجود ملء مطامع والعلم مل ... ء مسامع والعز ملء قلوب

ألفت بأنبوب اليراعة والقنا ... يمناه يوم ندى ويوم حروب

فإذا نظرت وجدت أرزاق الورى ... ودم العداة يفيض من أنبوب

كم مدحة لي صغتها وأثابها ... فزهت على التفضيض والتذهيب

وتعودت في كل مصر عنده ... مرعى يقابل جدبها بخصيب

يارب بشر منه طائي الندى ... يلقى مدائحنا لقاه حبيب

وقال يمدحه:

ما ضر من لم يجد في الحب تعذيبي ... لو كان يحمل عني بعض تأنيبي

أشكو إلى الله عذالاً أكابدهم ... وما يزيدون قلبي غير تشبيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015