صعوبة التغيير:

فإن قلت: ولكن كيف لنا أن نغير هذا كله؟!

نعم إنه أمر شاق وصعب أن يتم التغيير في هذه المحاور الثلاثة مجتمعة، وفي المقابل، فإن ترك محور منها يؤدي إلى خلل في النتائج مما يؤخر الثمرة المرجوة من ذلك بل قد يمنع ظهورها.

إذن لابد أن يشمل التغيير هذه المناطق الثلاث: العقل - القلب - النفس.

ولكن كيف يتم ذلك؟

كيف يتم التغيير في العقل الباطن، وفي يقين الإنسان وثوابته، والتي تختلف من إنسان لآخر لاختلاف البيئات ومصادر التلقي؟

كيف يتم طرد الهوى وحب الدنيا من القلب وهي تحيط بنا ليل نهار؟

كيف لنا أن نجاهد أنفسنا، ونحطم أصنامنا، ويكون كل منا عند نفسه صغيرا؟! كيف يتم هذا كله ونحن نسير في الحياة، ونسعى في طلب الرزق، وعلينا الكثير من الواجبات؟!

لكل داء دواء:

ومع هذه الصعوبة الشديدة التي تبدو أمامنا في كيفية التغيير، إلا أننا نوقن بأن هناك حلا لذلك ... ألم يقل صلى الله عليه وسلم: " ما أنزل الله داء إلا أنزل له الدواء " (?).

فمما لاشك فيه أن هناك دواء أنزله الله عز وجل نداوي به ما نعاني منه، وأن رحمته التي يغمرنا بها تستلزم وجود هذا الدواء الذي يعيدنا إلى حظيرة العبودية له ... فما هو يا تُرى هذا الدواء؟

إذا طرحنا هذا السؤال فيما بيننا فسنجد إجابات مختلفة، وسيسوق كل فريق الأدلة التي تؤيد وجهة نظره وترجح فاعلية دوائه، ولن نتفق على شيء.

أما إذا بحثنا عن آثار ونتائج ناجحة لدواء تم استخدامه سابقا لمهمة التغيير فسيكون البحث أيسر، ويصبح من الممكن الاتفاق على هذا الدواء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015