(يعقوب) كان من شهداء طور سينا سنة 473 المسمى يعقوب. وذكر ابن الأثير (أسد الغابة 5: 127) بهذا الاسم من أهل الجاهلية الذين أسلموا يعقوب بن أوس ويعقوب بن الحصين ويعقوب بن زمعة ويعقوب القبطي. وذكر في الأغاني (4: 64) من جملة المغنين في أول عهد الإسلام يعقوب بن الهبار.

(يوسف) عرف بهذا الاسم أحد شهداء المدائن سنة 350 (صلى الله عليه وسلمcta Sanctorum, III صلى الله عليه وسلمpr.,p.19) ومن المدعوين يوسف بن الحكم الثقفي وكان في أول ظهور الإسلام. وذكر ابن الأثير (5: 132) يوسف الفهري من جملة الصحابة.

(يونس) وهو اسم يونان النبي. وذكروا بين الأنصار يونس بن شداد الأزدي ويونس المظفّري الأوسي (أسد الغابة 5: 132) فالاسم سبق الإسلام. والدليل عليه أيضاً أسماء رهبان كانوا في جزيرة العرب وعرفوا باسم يونس (Jonas) . ثم أن هذا الاسم إذا شدّدت النون يراد به اسم يوحنا النصراني على لفظ اليونانية (يوجد سرياني) كما سنبيّن.

2 الأعلام المتضمنة للاسم الكريم أو لبعض صفاته

هو الصنف الثاني من الأعلام النصرانيّة تختص بهذه الأعلام أنها تحتوي على الاسم الكريم بلفظه أو ببعض صفاته الإلهية.

فمن ذلك الأسماء التي تختم بإيل. ورد في تاج العروس (7: 218) : "قال الأصمعي في معنى جبرائيل وميكائيل: معنى إيل الربوبية فأضيف جبر وميكا إليه فكأن معناه عبد إيل ورَجُل ايل. وقال الليث: هو بالعبرانية وهو اسم من أسماء الله تعالى" وقد مر في ذكر للملائكة ما ورد في الشعر الجاهلي من ذكر جبريل وميكائيل وإسرافيل وما أشبهها. وأما هل دعي أحد في الجاهلية بهذه الأسماء فلم يحضرنا من ذلك شيء إلا جبرئيل بن ناشرة المعافري أحد رفقة عمرو بن العاص (اطلب معجم البلدان لياقوت 3: 869) ولا يبعد أن اسم "جبر" الشائع في الجاهلية كان مقتصر عن "جبريل" كجبر بن عتيك وجبر بن عبد الله القبطي وجبر الكندي كانوا في أول الإسلام وقد سبقت أسماؤهم الإسلام (اطلب أسد الغابة لابن أثير 1: 265_267) . ويدخل في هذا الباب أسماء عبرانية ورد ذكرها في الفصل السابق في جملة الأعلام المنقولة عن الأسفار المقدسة كإسرائيل وإسمعيل.

ومنها (شراحيل) شاع أيضاً في الجاهلية كشرحبيل بن السمط (اشتقاق ابن دريد ص218) وشرحبيل ذي رعين الحميري (ص307) وشرحبيل بن حسنة وشرحبيل بن عبد الله من الصحابة المهاجر إلى الحبشة (سيرة الرسول ص213) وشرحبيل بن غيلان (ص915) وغيرهم. ولعل هذا الاسم هو كالاسم الآرامي شربل (يوجد سرياني) عرف به أحد شهداء النصرانية في مدينة الرها ودعي به أحد جثالقة الكلدان.

ومنها (شمويل) ولا نعرف نصرانياً دعي به في الجاهلية وقد ذكر ابن هشام من يهود قريظة الذين أسلموا (ص352) شموئيل بن زيد وعزال بن شمويل والاسم عبراني معناه عظم الله. وقد سبق أن اسم "السموءل" وهو كشموئيل أو صموئيل.

ومنها (شمعلة) وهو اسم بعض شعراء النصارى أخصّهم شمعلة بن فائد وشمعلة بن الأخضر الضبي (تاج العروس 7: 399 وحماسة أبي تمام 282 و 640) . وذكر ابن سعد بين الوافدين على محمد المسمى شمعلة. وفي الأغاني (10: 99) شمعلة بن عامر شاعر نصراني حمله بعض خلفاء بني أمية على الإسلام فلم يسلم "فغضب فأمر به فقطعت بعض من فخذه وشويت بالنار وأطعمها" ويقال شمعل أيضاً (كامل المبرد ed. Wright, p.524) وعلى رأينا أن هذا الاسم تعريب إسمعيل ومعناه "سمع الرب".

ومنها (شهميل) وقيل شهميل أبو بطن من العرب وهو أخو العتك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقيا. ولعل معناه "عزّ الرب وجلّ".

ومن هذه الأسماء ما أضيف إلى اسم الله وقد مر الكلام في هذا الاسم الكريم واصله. فمن ذلك (أحمس الله) ورد في كتاب الرافد لابن سعد (Wellhausen Skizzen ص69) "وأنس الله" (ص66. Ibid وتاريخ الطبري ج 1 ص2219) "وأوس الله" بمعنى عطاء الله (تاج العروس 4: 102_103) و "تيم الله" بطن من بني بكر بن وائل وبكن من النمر بن قاسط (التاج 8: 216) و "وهب الله" في الكتابات الحورانية وغيرها (Journ. صلى الله عليه وسلمs., 1882,p. 8_10) فهذه الأسماء بإضافتها إلى الاسم الكريم تدل على توحيده تعالى الذي دخل كما سبق إلى بلاد العرب على يد دعاة النصرانية خصوصاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015