(سليمان) ذكر اليعقوبي في تاريخه (1: 299) بين حكام العرب في الجاهلية سليمان بن نوفل ممن حكموهم لشرفهم وصدقهم ورئاستهم، وذكر البحتري بين قدماء الشعراء (في حماسته ص226) سليمان بن المهاجر العدوي، وروى أبو تمام (ص435) شعراً لسليمان بن قتة، وذكروا بين الأنصار عدة رجال دعوا باسم سيلمان كسليمان الليثي بن أكيمة وسيلمان ابن أبي حثمة القرشي وسليمان بن صرد الخزاعي وسيلمان بن عمرو بن حديدة الذي قتل يوم أحد وسيلمان بن مسهر وسيلمان بن هاشم ابن عتبة القرشي (اطلب أسد الغابة 2: 350 352) ولعل الذين تسموا في الجاهلية بسليم وسلام وسلمان وسالم أشاروا بأسمائهم إلى سليمان، والدليل عليه ما ورد من الشعر في سليمان الحكيم بتغيير صورة اسمه فدعاه الأسود بن يعفر سلاماً قال (التاج 8: 344) :

ودعا بحكمةٍ أمينٌ سكَّها ... من نسج داودَ أبي سلاَّمِ

ومثله للحطيئة:

فيهِ الرماحُ وفيهِ كل سابغةٍ ... جلاَّء محكمةٍ من نسجِ سلاَّمِ

ودعاه النابغة سليماً فقال ناسباً إليه نسج الدروع (ديوانه ص99)

وكلّ صوتٍ نثلةٍ تبّعيّةٍ ... ونسجُ سليمٍ كلّ قضّاءَ ذائلِ

(سمعان) من المحتمل أن يكون هذا الاسم كتابياً أو نصرانياً محضاً وقد دعي به قوم في الجاهليّة منهم سمعان بن عمرو بن قريط سيد بني كلاب الذي كتب إليه رسول المسلمين يدعوه إلى الإسلام فرقع دلوه بالكتاب كما ذكر ابن سعد (ص 19_20 ed. Welhausen) ثمّ خاف وأسلم. وذكر أبو حاتم سهل السجستاني في كتاب المعمّرين (ص45 ed.Goldziher) سمعان بن هبيرة قال: "وهو أبو السمّال الأسديّ عاش 167 سنة، وقالوا أنه كان في الردّة. وفي أُسد الغابة لابن الأثير (2: 355) صحابيّان كان اسمهما سمعان وهما سمعان بن خالد الكلابي وسمعان بن عمرو بن حجر ولعل الأول منهما هو الذي ذكره ابن سعد. وسام سمعان ورد أيضاً على صورة شِمعون كما سترى (راجع ياقوت معجم البلدان 2: 672) .

(السّموءل) وهو سموئيل وصموئيل وشموئيل أيضاً. وقد أثبتنا في ديوان السموءل ما يرجح كون السموءل بن عادياء نصرانياً وعليه يكون الاسم شاع أيضاً بين النصارى. وقد ذكر ابن هشام في سيرة الرسول حبراً من اليهود يدعى سموئيل بن زيد (ص352 و 398 ed. Wustenfeld) .

(عمِران) ومثله (عَمرو) اسمان شائعان بين عرب الجاهلية ولعلهم استعاروها من عمرام وعمري الواردين في التوراة فعمرام هو أبو موسى وهارون ومريم (عدد 3: 17) وروي في القرآن عِمران فجعله كأبي العذراء مريم (3: 31 و66: 12) . وعمري اسم لأحد ملوك إسرائيل ولبعض أبناء إسرائيل. وممن اشتهروا باسم عمرو في الجاهلية عمرو بن كلثوم التغلبي الشاعر النصراني الشهير وعمرو بن قميئة وعمرو بن الأهتم التميمي وغيرهم. واشتهر باسم عمران عِمران بن مرة بن الحارث وعمران بن الحصين الصحابي.

(مريم) تعددت نساء العرب المدعوات بمريم نذكرهم في الباب الثالث (موسى) دُعي به بعض العرب قبل الإسلام كموسى بن الحارث (سيرة الرسول ص211) وأبي موسى الأشعري (ابن سعد 70) وموسى بن جابر الحنفي أحد شعراء الحماسة قال في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب (1: 146) : "وهو أحد شعراء بني حنيفة المكثرين يقال له ابن الفريعة وهي أمّه ويقال كان نصرانياً". وكان اسم رسول الغسانيين موسى وهو منصرهم في القرن الرابع كما مر في القسم الأول. وكذلك أحد المستشهدين من نسّاك العرب في جبل سينا سنة 473 كان يدعى موسى (لوط) ذكر ابن سعد في الوافدات (ص19 ed. Wellhausen) في جملة الرواة المعاصرين لنبي المسلمين "لوط بن يحيى الأزدي".

(النّعمان) أقدم من ذكره التاريخ بهذا الاسم النعمان بن بنيامين بن يعقوب (تكوين 46: 21) وبه عرف قائد ملك سورية الذي أبرأه اليّا النبي. وقد شاع بعد ذلك بين العرب ولعلّهم استعاروه من الأسفار المقدّسة.

(نوح) سمي باسم نوح أحد نصارى ربيعة وهو نوح بن مجلد ورد ذكره في أُسد الغابة (5: 45) . وذكر في الأغاني (21: 90) رجلاً دعاه بابن نوح كان في أوائل الإسلام.

(هارون) لم يحضرنا. اسم أحد من الجاهلية دعي بهارون. ولعل هارون بن النعمان بن الأسلت الأوسي (الأغاني 15: 161) الذي كان في أوائل الإسلام سمي به قبل الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015