يقومون من بعد إذا بصروا به ... لأبلج من نور الجلالة أروع (1)

ويدعون بالأسماء مثنى وموحداً ... إذا حضروا باب الرواق المرفع (2)

إذا سار كف اللحظ عن كل مبصر ... سواه وغض الصوت عن كل مسمع (3)

فلست ترى إلا إفاضة شاخص ... إليه بعين أو مشير بإصبع

الإفاضة: الدفع، يريد أنه يدفع ببصره إليه، وينحو به نحوه.

والإفاضة في الكلام أن يدفعوا أيضاً القول، ويبعثوا الكلام، وهذه هيبة وجلال ما وراءها غاية، وكان المتوكل أولى بهذا الوصف من الفتح وإن كان الفتح أوفر وأهيب.

... وقال البحتري في دخوله إلى الفتح:

ولما حضرنا سدة الإذن أخرت ... رجال عن الباب الذي أنا داخله (4)

فأفضيت ممن ثقرب إلى ذي مهابة ... أقابل بدر الأفق حين أقابله

فسلمت واعتاقت جناني هيبة ... تنازعني القول الذي أنا قائله

فلما تأملت الطلاقة وانثنى ... إلي ببشر آنستني مخايله

دنوت فقبلت الندى في يد امريء ... جميل محياه سباط أنامله (5)

صفت مثلما تصفوا المدام خلاله ... ورقت كما رق النسيم شمائله (6)

هكذا لعمري تمدح الملوك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015