المنتحل (صفحة 259)

وقال علي بن الرومي:

ولقد رأيتكَ عارياً مستعلياً ... ولقد رأيتكَ في الحديدِ مقيَّدا

إذ لم تزدك ولايةٌ في سؤددٍ ... كلا ولا أُخرى محتْ لك سؤددا

فكأنَّني بكَ قد نجوتَ محمداً ... في النائباتِ كما غدوتَ محمدا

وطلعتَ كالسيفِ الحسامِ مجرداً ... للحقّ أوْ مثل الهلال مجردا

وقال آخر:

ولا بدَّ للمرءِ من محنةٍ ... لفتنة نعمائهِ نافيَهْ

ودولتكمْ قدْ جرتْ ريحُها ... مسدَّدة الجريِ لا هافيَهْ

ولا بدَّ للرِّيح من أن تكو ... نَ في بعضِ هبَّاتها سافيَهْ

فداكمْ من السوءِ ضدٌّ لكمْ ... مساويه باديةٌ خافيَهْ

فعزّاً وعافيةً غضَّةً ... وعمراً إلى مئةٍ وافيَهْ

وقال علي بن الجهم:

قالوا حُبستَ فقلتُ ليس بضائري ... حبسي وأيُّ مهنَّدٍ لا يغمدُ

أوَ ما رأيتَ اللَّيثَ يألفُ غيْله ... كبراً وأوباشَ السِّباعِ تردَّدُ

والبدرُ يدركهُ السِرارُ فتنجلي ... أيامهُ وكأنَّهُ متجدّدُ

والنَّارُ في أحجارها مخبوأةٌ ... لا تُصطلى ما لمْ تُثرْها الأزندُ

والغيثُ يحظرهُ الغمامُ فما يُرى ... إلاَّ وريّقهُ يراعُ ويُرعدُ

والزَّاعبيَّةُ لا يقيمُ كعوبَها ... إلاَّ الثقافُ وجذوةٌ تتوقدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015