المنتحل (صفحة 260)

غِيرُ الليالي بادياتٌ عوَّدٌ ... والمالُ عارية يقادُ وينفدُ

ولكلِّ حالٍ معقبٌ ولربما ... أجلى لك المكروهُ عمَّا يُحمدُ

لا يُيئسنَّكَ من مفرّج كربةٍ ... خطبٌ رماكَ بهِ الزَّمانُ الأنكدُ

كمْ من عليلٍ قد تخطَّاهُ الرَّدى ... فنجا وماتَ طبيبهُ والعوَّدُ

صبراً فإنَّ اليومَ يعقبهُ غدٌ ... ويدُ الخلافةِ لا تطاولُها يدُ

والحبسُ ما تغشهُ لدنيَّةٍ ... شنعاءَ نِعم المنزلُ المتودَّدُ

بيتٌ يجدّدُ للكريمِ كرامةً ... ويُزارُ فيهِ ولا يزورُ ويُحمدُ

وقال آخر:

إذا سلمتْ نفسُ الحبيبِ تشابهتْ ... خطوب الليالي سهلُها وشديدُها

فلا تجزعنْ لما رأيتَ قيودَها ... فإنَّ خلاخيلَ الرِّجالِ قيودُها

وقال أيضاً علي بن الجهم:

لم ينصبوا بالشاذياخ صبيحة إلاَّ ... ثنين مسبوقاً ولا مجهولا

نصبوا بحمدِ اللهِ ملءَ عيونهمْ ... فضلاً وملءَ قلوبهمْ تبجيلا

ما ضرَّهُ أن بُزَّ عنهُ غطاؤهُ ... والسيفُ أهيبُ ما يُرى مسلولا

إن يسلبوهُ المالَ يحزن فقده ... ضيفاً ألمَّ وطارقاً ونزيلا

أوْ يحبسوهُ فليسَ يُحبس خالعٌ ... من شعرهِ يدعُ العزيزَ ذليلا

إنَّ المصائب ما تخطَّتْ دِينهُ ... نِعمٌ وإن صعُبتْ عليهِ قليلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015