المنتحل (صفحة 125)

ألمْ ترَ عبداً عدا طورَه ... ومولًى عفا ورشيداً هدى

ومفسدَ أمرٍ تلافيتَهُ ... فعادَ وأصلحَ ما أفسدا

أقلني أقالك منْ لمْ يزلْ ... يقيك ويصرفُ عنكَ الرَّدى

فشكراً لأنعمهِ إنَّهُ ... إذا شُكرتْ نعمةٌ جدَّدا

وعفوك عنْ مذنبٍ خاطئٍ ... قرنتَ المقيم بهِ المُقعدا

إذا ادَّرع الليلَ أفضى بهِ ... إلى الصبحِ من قبل أن يرقدا

فصُنْ نعمةً أنت أنعمتها ... وشكراً غدا غائراً منجدا

ولا عدتُ أعصيك فيما أمرتَ ... أو قد أزورُ الثرى مُلحدا

وإلاّ فخالفتُ ربَّ السماءِ ... وخنتُ الصديق وعفت الندى

وقال أبو حفص الشهرزوري:

يستوجبُ العفوَ الفتى إذا اعترفْ ... بما جناهُ وانتهى عمَّا اقترفْ

لقولهِ قلْ للذين كفروا ... إنْ ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف

وقال آخر:

لأيِّ زمانٍ يخبأ المرءُ نفعهُ ... غداً فغداً والمرءُ غادٍ ورائحُ

إذا المرءُ لم ينفعْك حيّاً فنفعهُ ... أقلُّ إذا ضمّتْ عليهِ الصفائحُ

وقال محمد بن داود:

وما فسدتْ لي يعلمُ الله نيَّةٌ ... عليك بلْ استعديتَني فاتَّهمتني

غدرتَ بعهدي عامداً فأخفتني ... ولو كنتَ قد أمَّنتني لامِنتني

وقال قيس بن الملوح مجنون ليلى:

أيا بعلَ ليلى كيف يُجمع شملنا ... لديَّ وفيما بيننا شبَّت الحربُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015