المنتحل (صفحة 124)

وقال علي بن الرومي:

تناسيتَ عهدي أبا جعفرٍ ... كأنيَ مِن سالفاتِ القرونِ

لئنْ كانَ عتبكَ لي هكذا ... فلا زلتَ منِّي بدارٍ شطونِ

أظنُّ القراطيسَ في مصركمْ ... تخوَّنها ريبُ دهرٍ خؤونِ

فلو أنَّها صفحاتُ الخدودِ ... بكيتَ عليها بماءِ الجفونِ

لما أعوزتكمْ ولكنْ جفوْت ... فألقيتَ شأني خلال الشؤونِ

وقال البحتري:

جاءَ الوليُّ فبلَّ الأرضَ ريّقهُ ... وغُلتي منهُ ما أفضتْ إلى بللِ

وربَّما حرمَ الغازُونَ غنمهمُ ... في الغزوِ ثمَّ أصابوا الغُنم في القفلِ

وقال علي بن الجهم:

إرضَ للسائلِ الخضوعَ وللقا ... رفِ ذنباً مضاضةَ الاعتذارِ

واستعذْ منهما فبئسَ المقاما ... نِ لأهلِ العقولِ والأخطارِ

يا بنَ عمِّ النَّبيِّ أيسر مِن عت ... بك فقدُ الأسماعِ والأبصارِ

أنت من معشرٍ لقد شرعوا العف ... وَولم يمنعوهُ عند اقتدارِ

إنْ تجافيتَ منعماً كنتَ أولى ... من تجافي عن الذُّنوبِ الكبارِ

أوْ تُعاقبْ فأنتَ أعلمُ بالل ... هِ وليسَ العقابُ منك بعارِ

وقال أيضاً:

عفا الله عنكَ أمَا حُرمةٌ ... تعوذُ بفضلك أنْ أُبعدا

لإنْ جلَّ ذنبٌ ولم أعتمدْ ... لأنت أجلُّ وأعلى يدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015