اقترض الفقير بسبب حاجته وفقره مبلغًا من المال على افتراض أنه مليون ريال, ثم يعيده بزادة 2%, فإذا عجز عن السداد في الوقت المحدَّد يضاف إليه أيضًا نسبة أخرى لنفرض أنها 3%, فإذا عجز أيضًا تضاف نسبة أخرى, فمتى يسدد المحتاج المبلغ الأساسي والمبالغ المضافة إليه, ومنطق هذا الصنيع يقول: كلما افتقر الشخص فإنه يزاد عليه فقرًا, هكذا شريعة الربا.

ولهذا كان الربا بمثابة إعلان الحرب على جميع الأمة, وأن الله تعالى سيحارب أصحاب الربا بما يشاء سبحانه, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} 1.

وقال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} 2.

وقد لعن الرسول -صلى الله عليه سلم- آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، والمرابي يفقد كل معاني النخوة والشهامة والكرم, ويستمرئ العيش الرغيد والثراء الفاحش من وراء كَدِّ الناس له, فيميل إلى الإغراق في الكسل وعدم حب العمل والتفنُّن في اصطياد من ألجأهم الحال إلى الاستعانة به, فيصبح كما قال الشاعر:

والمستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015