- تعقيب:

فأي نظام من النظم البشرية الوضعية يصل إلى هذا الرقي والتلاحم بين أفراده غير الإسلام، هل في الاشتراكية الظالمة الحاقدة، أم في الرأسمالية الجشعة المستكبرة، أم الوثنيات البهيمية، كلَّا إنه في الإسلام المشرق الذي جاء وصف أتباعه بأنهم كالبنيان المرصوص, وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

المسالة الرابعة عشرة: تحريم التعامل بالمال في بعض الأمور

ومن تنظيم الإسلام للأمور المالية أنَّه لم يجعل لصاحب المال الحبل على الغارب, بل هذَّب التصرفات فيه, وقد لا يفطن البعض إلى أن هذا التحريم هو مورد من الموارد التي أرادها الإسلام, ومن ذلك:

1- أنه حرَّم الربا الذي هو التسليف بزيادة على رأس المال, وقد حرمه الله لكي لا تذهب أموال قوم إلى آخرين دون مقابل, فيزداد به الفقراء فقرًا والأغنياء ثراءً على حساب الفقراء, وما ينشأ عن ذلك من إثارة للأحقاد والضغائن بين فئات المجتمع, وانتزاع الرحمة, وقتل كل مشاعر الفضيلة والكرم والأخلاق النبيلة، والقروض الربوية التي تسمَّى -كذبا وزورًا- فوائد, إن هي إلّا سحت واستحلال للربا وأكل أموال الناس بالباطل, فإذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015