شركة فيما بينهم, في شكل تجارة أو وقف أو مال مدَّخر يدفع كل فرد منهم قسطًا حسب طاقته, ثم ينمَّى هذا المال قليلًا قليلًا إلى أن يصبح مبلغًا يستطعيون من خلاله مساعدة بعضهم بعضًا, كل بقدر حاجته الضرورية, وتكون تلك المبالغ بيد أمين منهم يختارونه كلهم, له خبرة بالتصرّف في تنمية المال من وجوهه الشرعية, وعليهم ان يتقبَّلوا هذا المسلك ولا يسأمون, وأن يتذكَّروا ما يأتي به من فوائد فيما بعد من تأليف قلوبهم وشدة تمساكهم ورفع الحاجة عنهم مهما كان ضئيلًا في البداية, وهذا وجه جيد من وجوه حلّ المعضلات الاقتصادية لو طبِّق بصبر وأناة.

ومن التكافل الأسري أن تجمع الأسرة من كل فرد منهم مبلغًا من المال, ثم يعطون المحتاج منهم إمّا صدقة أو دينًا, وهذا بدوره عليه أن يحسن التصرّف في ذلك المال فلا يضيعه فيما لا يعود عليه بالفائدة, فيصبح عالة على أسرته وغيرهم, أو يعطون الفقير منهم أمتعة يبيعها إمَّا بأخذه أجرته منها, وإما بغير ذلك من طرق الكسب.

وأبرز مظاهر التكافل الأسري كفالة الزوج لأسرته وزوجته أو زوجاته وأولاده ذكورًا أم إناثًا، فللزوجات النفقة ما داموا عاجزين عن التكسُّب, وما داموا تحت رعاية أبيهم, ونفقة الرجل على أسرته تكون حسب مقدرته, فلا يجوز الإسراف ولا التقتير, قال صلى الله عليه وسلم: "ابدأ بنفسك فتصدق عليها, فإن فضل شيء فأهلك ... " الحديث2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015