القريب, وأن أهل البيت أولى بالصدقة, وخصوصًا ما يتعلق منها بصلة الرحم, فحقها أوجب وآكد, وقد جاء في كتاب الله تعالى في بيان هذا الجانب قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} 1، وقال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} 2، ووردت في السنة النبوية نصوص كثيرة في الحثّ على ذلك, قال صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه" 3، وقد أكد الإسلام حقَّ الرحم وشدَّد عليه, وأن حقَّ الرحم يصل إلى حد أن الله يصل من يصلها, ويقطع من يقطعه, فقد ورد في الحديث: "إنها تعلقت بساق العرش وقالت يا رب: هذا مقام العائذ بك من القطيعة, فقال لها: ألا ترضين أن أصل من وصلك, وأقطع من قطعك، قالت: رضيت، قال: فذلك لك" 4، ولا شكَّ أن أي مجتمع يحقق هذا التكافل سيكون مجتمعًا سعيدًا لا يشعر فيه الفقير بذل الحاجة ولا الغني بمنَّة العطاء.

هذا وللتكافل الأسري طرق كثيرة حسب ما يتيسر لهم, فإمّا أن يكونوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015