وهكذا يمضي الشاعر مع الصديق صاحبًا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومصدقًّا ومهاجرا ومؤازرًا، وخليفة للمسلمين، وقائد لحروب الردة، ومنتصرًا على الإلحاد والنكوص، ثم ينخطف إلى عصرنا الحديث ليناجي منه أبا الصديق، ويستغيث ليقيم بجزمه المعروف حربًا شعواء ضد الردة في العصر الحديث، وما أقساها مرارة على المسلمين!! يقول:

في ردة من ثياب العصر لابسة ... تحرر قيل عنها وهم آصار

تفرق الجميع وانحلت شكيمتهم ... وانهار إيمانهم بالله فانهاروا

نقلد الغرب إلحادًا وزندقة ... ومن "تحلله" نجني ونشتار

ولا نقلده علما وتقنية ... ولا انطلاقًا له نفع وإثمار

يا ثاني اثنين في ذكراك موعظة ... وفي جهادك للسارين أنوار1

وقصيدة "رصيد الحياة ص20، 22"، وقصيدة "أذان الفجر ص23، 25"، وقصيدة "نور القلوب ص26، 27"، وقصيدة الحق المهان ص41، 42"، وقصيدة "التضامن الإسلامي ص44"، وقصيدة "دعوة الحق" يقول:

على التاريخ أن يصغي إلينا ... ويملأ سمعه مما لدينا

فنحن حماته سلمًا وحربا ... ونحن بناته دينًا ودنيا

ونحن هداته قولًا وفعلا ... ونحن كماته شدًّا ولينا

أضاء على منابرنا نجومًا ... وأطلق في مواكبنا لحونا

وكنا خير أمته خلالًا ... بدين محمد متمسكينا

طريقًا واضحًا لا أمت فيه ... ولا عوجًا هداة مهتدينا

فماذا ينقم الأعداء منا ... وماذا يدعون ويفترونا

سوى إيماننا بالله ربًّا ... وبالإسلام تشريعًا متينا

أَبِي الإسلام ينبزنا الأعادي ... كفى شرفًا بذلك لو يعونا

لنا إسلامنا ولهم هواهم ... سواء كان "مركس" أو لينينا

فقد وضح الطريق لكل سار ... وكان الحق منبلجًا مبينا

أترحمني يد بالأمس كانت ... تضافحني وتملئني يقينا

ويغدر بي أخ قد كنت أسمو ... به ظنًّا وأحسبه أمينا

ومن هدي الجزيرة وهي مهد ... لنور محمد في العالمينا

تطلعت الشعوب إلى شعاع ... محا ظلماتها والظالمينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015