والدعوى تعبيرات عقلية لا خيالية، وحين نتذوق صورة خيالية عنده مثل "شذى يتعالى بالتجلة"، نحس فيها بالجمود لا الحركة والحيوية، فالشذى يتضوع أو ينساب أو يعبق أو يسمو، ولا يتعالى بالتجلة، فليس ذلك مألوفًا مع الشذى.

وأما الموسيقى الشعرية فالشاعر ملتزم بالعمود الشعري والقالب الخليلي من المحافظة على البحر والقافية.

ثانيًا: الشعر الوطني وخصائصه الفنية:

وهذا الغرض في الديوان تحت عنوان "في ربوع الوطن"، وضم قصائد وهي: قصيدة "المشاعر المقدسة ص55"، وقصيدة "الجزيرة العربية ص58"، وقصيدة "جازان ص61"، وقصيدة "صبيا ص64"، وقصيدة "جبل فيفا ص66"، وقصيدة "البلاد العربية ص68"، وقصيدة "بين جمال الطبيعة وجلال البحر ص71"، يقول العقيلي في قصيدة "الجزيرة العربية" 1:

شبه الجزيرة منعة وإباء ... وحمى العروبة منبرًا ولواء

وفضاء أرض قد تالق وازدهى ... أفقًا يشع رسالة وهناء

أرنو إليك فأستشف جلاله ... شماء توحي العزة القعساء

أعتزّ بالماضي العظيم وأنتشي ... أملًا بات يفرع الجوزاء

أرضًا على التاريخ من أمجادها ... عبق يردده الزمان ثناء

خففت بأعلام الفتوح فحدثت ... أممًا وعممت الوجود رخاء

حملت مصابيح الحضارة للورى ... تبني الشعوب وتنشر الآراء

تتوسدين ذراع أحمر زاخر ... كالتبر ذوبًا والشعاع رواء

متلألئ الأمواج في رأد الضحى ... متألقًا ضافي الجلال مساء

يرتاد منه اللحظ أضفى زرقة ... من "لازورد" يغمر الأحياء

إلى قوله:

حي الخليج وحي بحرًا ماؤه ... در على وجه الخضم تراءى

حيث المعادن والكنوز دفينة ... والزيت منبجس العيون سخاء

وهكذا إلى آخر القصيدة التي يحدد معالم وطنه العزيز والمفدى ويوضح حدود الجزيرة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015