وهي البحر الأحمر الزاخر بالتبر والشعاع المتألق، والمحيط في الجنوب، والخليج العربي الذي فاض بكنوزه ومعادنه الثمينة، وتفجر البترول من أحشائه فعمَّ الثراء في الوطن وسادت حضارته قديمًا وحديثًا.

والقصيدة هنا وغيرها من القصائد في هذا الغرض تقوم على غرض واحد فقط، تدور معانيه حول موضوعه، كما هو واضح من قصيدة الجزيرة العربية، فاتجهت عناصر القصيدة ومعانيها، وخواطر الشاعر في الموضوع، وتلك هي الوحدة الموضوعية التي التزمها الشاعر في أغراضه الأدبية.

والألفاظ والأساليب جاءت هنا جزلة قوية عذبة، والتراكيب محكمة قوية رصينة، وأما الخيال كان عميقًا، وما زالت الحيثيات العقلية تستحوذ على شعره مثل لفظ "حيث" ليس من حقل الشعر، وإنما هو من ألفاظ العقل والأسلوب العلمي لا الأدبي.

ثالثًا: الشعر الإسلامي وخصائصه الفنية:

تناول العقيلي هذا الغرض الأدبي تحت عنوان "عربيات"، ويشتمل على قصائد هي: قصيدة "هزوا اللواء ص75"، وقصيدة "تحية الأقطاب الكبار ص79"، وقصيدة "يوم الجزائر في جيزان ص82"، بمناسبة استقلال الجزائر، يقول العقيلي في "تحية الأقطاب الكبار" بمناسبة الاجتماع التاريخي في جدة عام 1374هـ لأقطاب العالم العربي الكبار1:

روعة الفتح وشاع الجلال ... قد أعادوها على أسمى مثال

ورنا التاريخ في ذروته ... ساطعًا والشرق وهاج الخلال

وخطا خطوة جبار إلى ... ساحة العز وأجواء الكمال

هتفت أصواته قاصفة ... تملأ الدنيا بأمجاد الفعال

أي روح أيقظوها فسمت ... تلهب الشرق حماسًا واشتعال

نفثوا في كل صقع قوة ... للكفاح الحر في دنيا النضال

فأقضوا مضجع البغي على ... قدم العهد وإفساح المجال

في الجنوب الحر في الأردن في ال ... مغرب الأقصى وفي سوح القتال

لم يفق من عشية الهول على ... صفعة إلا وأخرى في القذال

خطط محكمة التدبير في ... سرعة التنفيذ من جد النضال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015