إلى قوله:

طلعت بعهد عبقري طرازه ... تطاول أمجاد أوراق الدنا صفوا

مواسم للإصلاح في كل مرفق ... وأعياد أعمال تفوق الورى شأوا

مضت لم تشاهدها الجزيرة أو ترى ... لها في تقصي عهد سالفها صنوا

إلى أن يقول:

لك الود منا خالصًا لا يشوبه ... رياء ولا يلتات بالزيف والدعوى

يمجد فيك الفكر ريان مشرقًا ... ويكبر فيك العقل والخلق الأقوى

وعزمًا لإنهاض البلاد بهمة ... "سعودية" التصميم "نجدية" العزوى

وهكذا يسير المدح على النمط من المدائح التي تقوم على استقلال القصيدة على غرض واحد من المطلع حتى نهاية القصيدة بلا تعدد في الأغراض، وهذا منهج في القصيدة يخالف منهج القدماء فيها؛ حيث تعددت فيها الأغراض كما هو معروف في الشعر العربي القديم.

ومن الخصائص الفنية في مطالعه أنه يشرك الطبيعة في الابتهاج بالممدوح فهي تتغنَّى معه بالثناء على الممدوح والحفاوة به، وذلك في الأبيات الأولى من القصيدة.

وكذلك فالقصيدة التي معنا تعتمد على ذكر الصفات الخاصة بشخص الملك فيصل المعظم، فهو عبقري جنَّد نفسه لإصلاح بلاده، وسمت أعماله فيها إلى درجة التمجيد والبهجة والسرور مثل بهجة الأعياد، وقد سبق سلفه فيها تقدميًّا ورقيًّا. كما يتصف أيضًا بالفكر العميق المثمر، والعقل الكبير، والخلق القوي، والعزم الشديد لإنهاض بلاده بهمة اشتهرت بها الأسرة السعودية، وبتصميم نجدي في المضاء والإنجاز.

وتلك صفات شخصية يمدح بها الملك لا يتعدَّى أثرها إنهاض المملكة العربية السعودية ذلك الوطن العربي السعودي فقط، ولذلك أدخلت هذه القصيدة في غرض المدح.

أما التصوير الأدبي عند الشاعر في المدح فقد امتازت الألفاظ والأساليب بالجزالة والفصاحة، والأسلوب بالوضوح والسلامة من الخطأ، وإن كنت أرى أن بعض الأساليب تجد قلقًا في مكانها من البيت بلا أحكام قوي في التركيب مثل قوله: "وأعياد أعمال تفوق الورى شأوا" والمعنى وأعمال سارة كالأعياد البهيجة، ولكن هذا المراد من العسير إخراجه بسرعة من هذا الأسلوب وهو أعياد أعمال.

والتصوير الأدبي يعتمد على العقل والفكر أكثر من اعتماده على الخيال بصوره البيانية، ومن التعبير العقلي الحقيقي قوله: "لا يشوبه رياء ولا يلتات بالزيف والدعوى" فالشوب والزيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015