اللغه (صفحة 45)

وجعلها تذبذب كلا أو جزءا والتعديل من مقدار توترها. ومن هنا تنتج تنوعات المصادر التي يغترف منها التكلم.

ومع ذلك فإن هذا الجهاز الصوتي يكون ناقصا لو أنه كان مكونا من الحنجرة وحدها، وما كان يستطيع في هذه الحال أن يسمع إلا الحركات ويسمعها على درجة من التخالف أقل بكثير مما ننطقها به عادة.

الواقع أن التيار الهوائي الذي تدفعه الرئتان يحدث الصوت بذبذبة للأوتار الوصتية. ولما كانت الذبذبات تستطيع الاستمرار بقدر ما تسمح به كمية الهواء المختزنة1 وكان يمكنها من جهة أخرى تغيير الصوت من حيث الإشباع صلى الله عليه وسلمmplitude والقوة Force، كان للصوت إذن ثلاث صفات مميزة وهي: الطول عز وجلureee والحدة الموسيقية Hauteur Musicale والشدة intensite كما أنه يختلف هو نفسه تبعا للحركات، من حيث أن حركة العضلات تسمح بارتفاع فتحة الحنجرة وانخفاضها بحيث تطيل القناة الصوتية أو تقصرها.

ولكن التكملة اللازمة للجهاز الصوتي تأتيه من التجاويف التي تفتح عليها الحنجرة، أعني تجاويف الحلق pharynx والحفر الأنفية وخاصة تجويف الفم. وجوانب هذه التجاويف جميعها، وهي مطاطة إلى حد كبير، تقوم للصوت مقام فراغ زينني فتخلع عن كل صوت طابعه الخاص. ويوجد في هذا التجويف الرنان أعضاء مرنة قابلة للسحب تستطيع أن تعدل أبعاده وتغير من طاقتهن فعندنا أولا غشاء سقف الحلق ويستطيع أن يغلق الطريق المؤدي إلى الحفر الأنفية فيمنع حدوث أي رنين من هذه الناحية، ولكن اللسان بوجه خاص هو الذي يلعب مع الحنجرة الدور الرئيسي في التصويت. فعند إصدار الحركة "a" أي الفتحة يكون اللسان على وجه التقريب مسجي في الفم في وضع مسطح، ولكن عندما يدور الأمر من حول حركات أخرى، يغير اللسان من وضعه ليكون الرنين المناسب لكل منها. فتارة يتقدم إلى الأمام ويرتفع ليقلل من سعة الجزء الخلفي من الفم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015