اللغه (صفحة 46)

وتارة يرجع إلى الخلف مقللا من سعة الجزء الأمامي. في الحالة الأولى يصير اللسان عامل الرنين للحركات المسماة بالحركات الخلفية أو حركات أقصى الحنك وهي، ابتداء من a؛ e مفتوحة وe مقفولة وi مفتوحة وi مقفولة. وفي الحالة الثانية تنتج الحركات المسماة بالحركات الأمامية أو حركات مقدم الجنك. أعني، ابتداء من a أيضا o المفتوحة وo المقفولة وu المفتوحة وu المقفولة1. في كل واحدة من السلسلتين، الخلفية والأمامية، نرى أن الـi والـu هما أكثر الحركات انفتاحا، وهما الحركتان اللتان فيهما يصل وضع اللسان إلى أقصى حد في الارتفاع، أي إلى أقرب وضع من غشاء الحنك. أما الـa فهي أكثر الحركات انفتاحا. هذا إلى أنه يوجد لكل حركة أنواع مختلفة الطابع تقابل عوامل الرنين المتباينة وتتبع أوضاع اللسان المتنوعة. فالـa في فرنسية باريس تنطق على صور ثلاث من اليسير على الأذن أن تفرق بينها: فنحن ننطق a مقفولة في pate وa مفتوحة في patte ومتوسطة في Corotie.

ليس اللسان وحده هو الذي يلعب دور تكوين عامل الرنين الخاص بكل حركة إذ لا ينبغي أن ننسى الشفتين اللتين يختلف وضعهما مع كل حركة. وهناك منظر مشهور من مناظر مسرحية موليير "النبيل البرجوازي". "رضي الله عنهourgeois Gantilhomme" يعلمنا في شيء كثير من الدقة أوضاع الشفتين عند إصدار الحركات. وفقرة لديني داليكرناس عز وجلenys d'Halicarnasse ترينا كيف كان الإغريق يعرفون في هذا الصدد بقدر ما عرف معاصرو موليير، وإن لم يكن الإغريق من المبرزين في الصوتيات. والواقع أنه يلاحظ أن الشفتين، عند ما تنطق بالـu تمتدان إلى الأمام وتستديران كما في حالة "التبويز", وعند نطق الـi تنفرج زاويتا الشفتين لترجعا بهما إلى الوراء. هذان هما الوضعان المتطرفان، وبينهما أوضاع تقابل نطق الـo "مفتوحة أو مقفولة" والـe "مفتوحة أو مقفولة". وقد استفادت اللغة من وجود الأوضاع الشفوية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015