ليلةً بقِيَتْ من ذي قَعْدةِ سنة إحدى وستينَ وأربع مئة، وصَلّى عليه معاويةُ العُقَيْليُّ الفقيهُ، وشَهِدَه جمعٌ من الناس وأتبعوهُ ثناءً جميلًا.
رَوى عن أبي زيدٍ الوَرّاق، وأبي علي الصَّدَفيِّ وأكثَرَ عنه، وأبي محمد بن فُورْيش. وكان محدِّثًا راوِيةً عَدْلًا فقيهًا، عاقدًا للشُّروطِ شديدَ العناية بها، حسَنَ الخَطّ، ورحَلَ إلى المشرقِ وتوفِّي بديارِ مِصرَ، نفَعَه اللهُ.
وكثيرًا ما كان يَختِمُ إيرادَ نسَبِه بسالمٍ، أو يَكتُبُ: ابنُ سالم، وبابنِ سالم يُشهَر؛ ولا أدري أين موقعُهُ [2 ب] حقيقة من نَسَبه، وقد وقَفْتُ على نَسَبِه مُنوَّعًا بالطُّولِ والقِصَر، ووقَفْتُ منه على خلافٍ كثيرٍ فيه، وأتمُّ ما رأيتُ منه ما بَدأْتُ به، واللهُ أعلم.
رَوى عن أبيه، وأبي إسحاقَ الزّوالي، وآباءِ بكر: عَتِيقٍ العَبْدَريِّ وابن الجَدِّ وابن أبي زَمَنينَ وابنِ أبي القاسم بن سَمَجُون ويحيى التُّطِيليِّ، وأبي جعفر بنِ حَكَم، وأبي الحَجّاج ابن الشّيخ، وآباءِ الحَسَن: عبدِ الرّحمن بن محمد بن مَسْلَمةَ