- المَسْأَلَةُ الخَامِسَةُ) هَلْ يَجُوْزُ تَعْلِيْقُ التَّمَائِمِ مِنَ القُرْآنِ؟

الجَوَابُ:

اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ بِجَوَازِ ذَلِكَ - وَهُوَ قَوْلُ الجُمْهُوْرِ - وَهُوَ مَرْوُيٌّ عَنْ عَبْد اللهِ بْن عَمْرو بْنِ العَاصِ (?)، وَهُوَ ظَاهِرُ مَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ (?) (?)، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ المُسِيِّبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم (?)، وَبِهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ وَأَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ، وَحَمَلُوا الحَدِيْثَ عَلَى التَّمَائِمِ الَّتِيْ فِيْهَا شِرْكٌ.

وَقَالَتْ طَائِفَةٌ لَا يَجُوْزُ ذَلِكَ؛ وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ (?) وَالحَسَنُ (?) وَالنَّخَعِيُّ (?)؛ هُوَ وَمَنْ نَقَلَ عَنْهُم مِنَ السَّلَفِ.

وَهُوَ ظَاهِرُ قَوْلِ حُذَيْفَةَ وَعُقْبَةَ بِنْ عَامِرٍ وَابْنِ عُكَيْمٍ (?)، وَبِهِ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ مِنْهُم أَصْحَابُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَأَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ اخْتَارَهَا كَثِيْرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَجَزَمَ بِهَا المُتَأَخِّرُوْنَ، وَاحْتَجُّوا بِهَذَا الحَدِيْثِ وَمَا فِي مَعْنَاهُ.

وَهُوَ الصَّحِيْحُ - إِنْ شَاءَ اللهُ - لِعِدَّةِ أَسْبَابٍ:

1) عُمُوْمُ النَّهْي فِي الحَدِيْثِ، وَلَا مُخَصِّصَ لِهَذَا العُمُوْمِ.

2) سَدًّا لِلذَّرِيْعَةِ، فَإِنَّهُ يُفْضِي إِلَى تَعْلِيْقِ مَا لَيْسَ كَذَلِكَ، وَيَكْفِي فِيْهِ ذَمًّا أَنَّهُ يُبْطِلُ النَّهْيَ عَنْ تَعْلِيْقِ جُمْلَةِ التَّمَائِمِ الشِّرْكِيَّةِ بِحُجَّةِ أَنَّهَا قَدْ تَكُوْنُ مِنَ القُرْآنِ! (?)

3) أَنَّهُ لَوْ كَانَ جَائِزًا لَأَرْشَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَخْفَ عَلِيْهِ خَيْرُهُ، لَا سِيَّمَا وَهُوَ أَيْسَرُ وَأَدْوَمُ أَثَرًا مِنَ القِرَاءَةِ عَلَى المَرِيْضِ، وَأَهْوَنُ مِنْ تَكْرَارِ قِرَاءَةِ القُرْآنِ وَالأَدْعِيَةِ! (?)

4) أَنَّ الاسْتِشْفَاءَ بِالقُرْآنِ وَرَدَ عَلَى صِفَةٍ مُعَيَّنَةٍ - وَهِيَ القِرَاءَةُ بِهِ عَلَى المَرِيْضِ - فَلَا تُتَجَاوَزُ إِلَّا بِمَا جَاءَ بِهِ الدَّلِيْلُ، وَفِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوْعًا (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ). (?)

5) أنَّهُ يُفْضِي إِلَى امْتِهَانِ المُصْحَفِ وَوُصُوْلِ النَّجَاسَاتِ إِلَيْهِ. (?)

6) أَنَّ وَاقِعَ التَّمِيْمَةِ أَنَّهَا اسْمٌ لِمَا يُدْرِكُهُ البَصَرُ عَلَى شَيْءٍ مُغَلَّفٍ مِنْ جُلُوْدٍ وَرِقَاعٍ وَنَحْوِهِمَا لَا مَا كُتِبَ فِيْهَا، وَلَا يَصِحُّ تَسْمِيَتُهَا تَمِيْمَةً مِنَ القُرْآنِ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِظَاهِرَةٍ لِلعَيَانِ فِي كَوْنِهَا قُرْآنًا. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015