- وعند البخاري في الأدب المفرد: مالك بن إسماعيل.

وسنفترض أنه ليس في المصادر إلا هذه الأسانيد،

والسؤال ماهي الكتابة العلمية لجمع الأسانيد؟

والجواب أن هناك ثلاث طرق، طريقة سهلة مختصرة، وطريقة علمية، وطريقة سهلة مختصرة.

الطريقة الأولى: طريقة العلماء، فليس هناك من يطالب بالترتيب، وهي طريقة الألباني والدارقطني في العلل وغيرهم:-

أقول رواه عن إسرائيل جماعة، ثم أذكرهم، مالك بن إسماعيل، وهاشم بن القاسم، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن أبي بُكَيْر، فعرفت الآن أن هذا المخرج مشتهر، فأجمع فقط المخرج، وأقول رواه عن فلان كذا وكذا.

لماذا أفعل هذه الطريقة؟

لأتأكد أن المخرج صحيح، بمعنى إذا نقلت عن إسرائيل أكثر من واحد من الثقات لا يأتيني وهمٌ أن المخرج قد لا يكون هكذا، من زيادة في الإسناد أو نقص، أبدا لا فالمخرج صحيح، فلا يمكن أن يتفق هؤلاء الأربعة مثلاً ويكون خطأ.

أحياناً يكون المخرج ما ذكر إلا اثنين، هنا لا بد أن أنتبه للمخرج وأتأكد، وأحاول أن أبحث عن أسانيد أخرى فلا أقف عند اثنين، لكن لمّا يأتيني المخرج رواه خمسة أو ستة أو عشرة فالمخرج صحيح قطعاً، فالأئمة تواردوا على هذا المخرج.

الطريقة الثانية: وهي الطريقة الأكاديمية ويبحث عنها في الكليات والبحوث الأكاديمية:-

أقول رواه أبو داود برقم كذا، قال حدثنا وأذكر الإسناد إلى إسرائيل، ثم أقول ورواه الترمذي برقم كذا قال حدثنا وأذكر الإسناد إلى إسرائيل، ثم أقول ورواه ابن ماجه برقم كذا قال حدثنا وأذكر الإسناد إلى إسرائيل، وهكذا بقية من رواه أذكر أسانيدهم إلى المخرج وهو: إسرائيل.

فإذا انتهيت من التخريج، أقول وكلهم عن إسرائيل، وهذه الطريقة الأكاديمية تجمع لي كل الأسانيد، وأذكرها كلها، وعليه فلما آتي إلى إسناد البيهقي وهو طويل فسأذكر خمسة رجال، أو أربعة قبل المخرج.

ما الفائدة من هذه الطريقة؟

فائدة الطريقة الأكاديمية، التنظيم والترتيب، وهذه أيضاً طريقة المزي في التحفة، وفائدتها أيضاً في المتون فأنا الآن أخرجت الرواية من طريق إسرائيل، وجمعت الرواة عنه وأنا في أثناء القراءة وجدت أن بعضهم يذكر لفظة وبعضهم لا يذكر اللفظة، فوجدت مثلاً أن مالك بن إسماعيل هو الذي يزيد لفظة من الألفاظ، فأردت أن أتأكد هل هو فعلاً مالك بن إسماعيل ذكر اللفظة في كل مروياته، فسأذهب إلى رواية مالك بن إسماعيل التي حُددت في المصادر، دون أن أرجع إلى الثلاثين مصدر مثلاً التي خرجتها، فأتأكد هل يذكرها في كل المصادر أم لا.

الطريقة الثالثة وهي أخصر:-

وصورتها أن تذكر المصدر ثم تذكر اسم الراوي عن المخرج وهو إسرائيل فقط وأما شيخ المصنف فلا داعي لذكره إذا لم يكن هو راوي المخرج

فتقول في حديثنا: رواه أبو داود عن هاشم بن القاسم وهو راوي المخرج وتترك شيخ أبي داود وهو عمرو بن محمد الناقد فلا حاجة لذكره، والترمذي عن مالك بن إسماعيل، وأحمد عن كذا، وكذلك بقية من رواه، ثم تقول كلهم عن إسرائيل.

فلا آتي بشيخ أبي داود وشيخ النسائي وغيرهم، فقط آتي براوي المخرج، أبو داود من طريق فلان وهكذا، وقد يتفق اثنان،فمثلاً هاشم بن القاسم يرويه أحمد و أبو داود،فأقول رواه أبو داود وأحمد عن هاشم بن القاسم.

ما الفائدة من هذه الطريقة؟

فائدتها أني عرفت من راوي المخارج.

انتهينا من استخراج رواة المخرج، فالآن سأبحث هل هناك أسانيد لم أذكرها فتأتي للخطوة الرابعة.

الخطوة الرابعة:-

الذهاب إلى كتب التخريج، فنذهب مثلاً إلى إرواء الغليل، أو التلخيص الحبير، أو نصب الراية وغيرها، فنرى هل ذكر أحدهم إسنادا زادا على الأسانيد التي استخرجتها أم لا؟

فنحن إلى الآن لم نحكم، لا بد أن نتأكد أنه لا يوجد إسناد زائد لم أذكره حتى لا نجد إسنادا ثانيا يهمّنا في الحكم بعد أن أحكم على الحديث.

فإذا وجدت إسناداً لم أذكره أضمه إلى الأسانيد السابقة، وإذا لم أجد إسناداً زائداً، أذهب للخطوة الخامسة.

الخطوة الخامسة:-

النظر في رجال الإسناد، فعندي الآن رجال الإسناد هم:

1 - إسرائيل: فمن هو إسرائيل؟ وما اسم أبوه، وجده، وكيف أعرفه؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015