أستطيع معرفة الراوي من طرق كثيرة جداً، أهم الطرق وهي أُولى الطرق، وهي تتبع الأسانيد في المصادر، هل هناك أحدّ صرّح باسمه، فقد نرى الترمذي صرّح باسم أبيه فقال: إسرائيل بن يونس.

ونتأكد من المصادر الأخرى، فقد يكون الترمذي أخطأ في اسمه!، فبحثت فلم أجد أحد صرّح باسمه إلا الترمذي فهذا إسرائيل بن يونس.

فأذهب مباشرة إلى تهذيب الكمال لأن إسرائيل من أصحاب الكتب الستة، فأبحث عن إسرائيل، فإذا وجدته أتأكد منه هل من شيوخه يوسف بن أبي بردة، فإذا وجدت شيخه يوسف، أرى التلاميذ حتى يكون عندي يقين بالراوي إسرائيل هل هو هو أم لا؟ فأرى قد ذكر من تلاميذه مالك بن إسماعيل فالآن تأكدت أنه هو إسرائيل بن يونس الذي أبحث عنه.

ثم أرى الآن ما حكم أهل العلم على إسرائيل؟ فأكون قد أخذت فكرة عن إسرائيل، وأنت كمبتدأ لا تعرف رواية إسرائيل هذا، لكن بإذن الله لمّا تبحث الأسانيد فستتعرّف على أحاديث إسرائيل، فتستطيع أن تحكم على أحاديث إسرائيل بأنها صحيحة مثلاً، من خلال مرورك على أحاديثه، وهذه مرحلة متقدمة جدا ليست لك.

فأذهب إلى كتاب تقريب التهذيب وهو في رجال الكتب الستة، وفيه خلاصة الحكم، وأيضاً الكاشف للذهبي وهو أيضا في رجال الكتب الستة وهو اختصارٌ له من خلال تراجم الأئمة أصحاب الكتب الستة، فنرى الحافظ ابن حجر يقول عنه: ثقة تُكلم فيه بلا حجة.

ونرى الحافظ الذهبي في الكاشف يقول: قال أحمد عنه: أنه ثقة وتعجب من حفظه،وقال أبوحاتم: هو من أتقن أصحاب أبي إسحاق، وضعفه ابن المديني. فالآن اطمأننت من إسرائيل

ولكن لننتبه أن هناك أحاديث ليست في الكتب الستة فقد يكون رجال الإسناد كلهم من رجال الكتب الستة فتكفي هذه المصادر

وقد يوجد في الإسناد رجل أو رجلين ليسوا من رواة الكتب الستة فلابد أن تبحث إلى كتب تراجم أخرى مثل لسان الميزان لابن حجر ونحوها

ثم نذهب إلى الراوي الذي بعده وهو:

2 - يوسف بن أبي بردة: فنبحث مباشرة في تهذيب الكمال أوالتقريب أوالكاشف مثلاً، فنرى الذهبي يقول عنه: ثقة، ويقول عنه ابن حجر: مقبول ـ والمقبول قلنا هو من لم يوثّق ـ، فلا بد أن أتأكد في تهذيب الكمال، فأرى ابن حبان ذكره في الثقات فالآن الصواب مع ابن حجر، فلم يوثّقه إلا ابن حبّان، ولم يرو عنه إلا اثنين، إذاً عندي إشكال في الحديث في الإسناد، سعيد بن مسروق،وإسرائيل،وهو أن يوسف بن أبي بردة ما روى عنه إلا اثنين، ولم يوثّقه إلا ابن حبان، ومعروفةٌ قاعدة ابن حبّان في توثيق المجاهيل.

وأذهب وأرى رجل الإسناد الثالث وهو:

3 - أبو بردة؟ ما اسمه؟ اسمه الحارث وقيل عامر، قال عنه الذهبي في الكاشف: كان من نبلاء العلماء، إذاً هذا توثيق.

فالإشكال عندنا في الإسناد هو: يوسف بن أبي بردة، فنذهب للخطوة السادسة.

الخطوة السادسة:-

تحديد العلّة، وهذه الخطوة نتيجة للخطوة الخامسة، فقلنا العلة: أن يوسف بن أبي بردة، لم يوثقه إلا ابن حبان، فهنا الإشكال هل أقبل روايته؟ فهو ليس ضعيفاً، فهنا تأتي الخطوة السابعة.

الخطوة السابعة:-

الاستنارة بآراء العلماء، لأرى أمرين:-

الأول: كيف يُوجِدوا لي حلّ لهذه العلّة، فقد يكون في التلخيص الحبير مثلا يقول ابن حجر: وثّقه النسائي في كتاب الضعفاء مثلا، فيمكن أنه يحلّ الإشكال، ويمكن الإمام أحمد يقول: رواية يوسف بن أبي بردة عن أبيه غير مقبولة أبداً،ويمكن يقول: رواية إسرائيل عن يوسف أهل العلم تركوها.

الثاني: قد يوجد علة غيرها.

فهذه الخطوة مهمة جداً جداً.

قد يقول قائل: لماذا لم تقدّم هذه الخطوة على التي قبلها؟

أقول لم أقدّمها لأنك تتأثر، فيمكن أن تبحث فتجد رأي ابن حجر والألباني وابن القيم وغيرهم، فيكون عندك حكم مسبق قبل أن تحكم، فتتأثر بأحكامهم. احكم أنت واستخرج العلّة واستنبطها، وهكذا تنمي الملكة والموهبة التي عندك في موافقة الأئمة في الأحكام، فبعد تمرسك في التخريج، سترى أنه أندر من النادر أن يأتوا بعلة لم تذكرها أنت، وترى أنه أندر من النادر أن يأتوا لك بحل للعلّة التي حكمت أنت بأنها علّة، فلا توافقهم أبداً فتقول هذه العلة لا يمكن أن يكون لها حل فجوابك عليها غير صحيح، من خلال الملكة التي تكونت عندك، فنذهب للخطوة السابعة، فعندي الآن كتب تخريج

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015