ولقد كان معظم إمارات الهوسة على الوثنية حتى القرن الثامن الهجري (14 م) ، حين وفدت إليها تيارات إسلامية من الغرب على أيدي فقهاء مالي، ومن الشمال على أيدي فقهاء المغرب أما التيار الثالث فمصدره بلاد برنو ومصر، وثم تيار إسلامي رابع وفد إليها مع تجار جني وتنبكت المترددين على إمارتي كانو وكتسنا أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر للهجرة. (15- 16 م) ، وذلك إبان انتعاش تجارة إمارات الهوسة، واستقرار أولئك التجار في هذه البلاد، والقيام على تدريس الدين الإسلامي ونشر مذهب مالك1، وساعد على ازدياد قوة التيار الإسلامي في القرن العاشر الهجري (16 م) خضوع إمارات الهوسة لسلطنة سنغى الإسلامية.

لكن على الرغم مما بذل من جهود لنشر الإسلام في بلاد الهوسة. فإن الإسلام لم يغلب على هذه البلاد، وظلت بها جماليات وثنية حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجري (19 م) 2، ولم يلبث بعض أمراء الهوسة أن تحولت حماستهم للإسلام والثقافة الإسلامية إلى فتور تام، ولم يعد يسمع شيء عن نشاط إسلامي خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر (17، 18 م) - حتى قيام الفلان بثوراتهم الإصلاحية في القرن الثالث عشر الهجري (19 م) .

يضاف إلى هذا أن الغزو المراكشي في غرب أفريقية في القرن العاشر الهجري (16م) والقضاء على سلطنة سنغى الإسلامية، قد أدى إلى تدهور أحوال البلاد الاقتصادية والثقافية والدينية، بسبب فساد الأمن واضطراب سير التجارة السودانية عبر الصحراء الكبرى، وتشريد علماء تنبكت، واضمحلال جامعاتها. يقابل هذا ازدياد نفوذ الممالك الوثنية مثل سيغو (سجو) 3 وخضوع الباشوات الذين خلفهم الغزو المراكشي لنفوذ ملوك سيغو الوثنيين ثم إن الجامعات الإسلامية القليلة المبعثرة في الأقاليم الوثنية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015