وفي الخميس الخامس عشر، فيه دعانا الشيخ مصطفى إلى مزة دحية الكلبي، رضي الله عنه، ورجعنا يوم الجمعة سادس عشر الشهر، وكان مطالعتنا كتابنا هذا: الحوادث اليومية.
يوم السبت ثانيه، كنا ببستان عبد الحكيم أفندي مع جماعة من الأصحاب، على حافة ثورا، وكان الماء شاحاً، وخرج كثير من الناس للكشف على ماء بردا إلى أن وصلوا إلى عيون التوت نبعه الأول، وحرجوا على بعض فلاحين البلاد لأجل التعزيل والتنقية، ولم يحدث شيء، وخرج ناس كثير بالخيام، وجعلوا عرضياً تكون غيبته أسبوع، ونسأله اللطف بعباده إنه رؤوف رحيم.
وفي يوم الخميس الثامن من ذي الحجة سافرت الجردة.
وفيه كان زواج ابن الأخ الشيخ محمد بن بلبان، وهو السيد حسين الشاب الخالي العذار، وكان الفرح بقصر سنان بالصالحية بحكر الأمير المقدم، وهو قصر منتزه بديع، فيه بركة ماء، وفي البركة الجوانية عامود من رخام يفور منها الماء، على رأسه صفحة من رخام، وفيه من الرحى الصغيرة ينزل في جميع جوانبها الماء، وذلك من مفردات الشام، ودعى أكثر أهل الصالحية ولم يأخذ من أحد شيئاً، تقبل الله منه.
وقلت ممتدحاً ومعرضاً بأماكن النزه في الشام وفي غيرها، ليظهر أن أنزه النزه محال دمشق لأنه قيل إن نزه الدنيا أربع: صغد سمرقند، وشعب بوان بالنقرة، وغوطة دمشق والربوة، ووادي الأبلة قال القزويني ودرتها كلها الغوطة، فلم أر أنزه من نزه دمشق.
وفي اليوم المذكور بالقصر، أظهر لنا الأخ السيد أحمد أفندي الشويكي الصالحي ورقةً بخطه صورتها:
ومما وجدته بخط بعض الأفاضل ناقلاً عن خط شيخنا العلامة الشيخ عبد الرحمن، السلمي الحنفي، قال: وجدت بخط شيخنا شيخ الإسلام أحمد العيثاوي ما صورته، ومن إملاء شيخنا شيخ الإسلام عمدة الأنام الشيخ محمد الشويكي الحنبلي أنه قال: أملاني شيخنا الشيخ عز الدين محمد الملطي غفر له أنه قال: ورد في الحديث الشريف: صحبة يوم مودة، وصحبة جمعة صداقة، وصحبة شهر قرابة، وصحبة سنة نسب لاحق، وصل الله من وصله وقطع الله من قطعه انتهى.
يوم الأحد تاسع ذي الحجة، كانت الوقفة. وسمع أن ابن المقتول صار بينه وبين أهل العلا شقاق وجرح وقتل جماعة من الفريقين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.