ذو القعدة، يوم الخميس أوله، شرعنا في الدرس بالمدرسة الخديجية، وكنا وقفنا على باب صلاة المريض في كتاب كنز الدقائق، وتعرضنا لأبحاث في الطب لطيفة، وذكرنا الأمراض المركبة وهي أربعة: أمراض: الخلقة، وأمراض المقدار، وأمراض العدد، وأمراض الوضع، واسباب الهلاك، وأنها ستة، وذكرنا الأمراض التي تعرض عند القيام والوقوف من الدوار والدوخة والغشاوة والرعشة والصداع، وذكرنا العلة باعتبار المعنى اللغوي والشرعي والأصولي، والعلل الأربعة العقلية، وهي العلة الفاعلية والمادية والصورية والغائية، والعلل الأربع الشرعية، وذكرنا الصحة وما يسمى مرضاً، ومالا.
وفي سلخ ذي القعدة ليلة الأربعاء آخر الليل صار بدمشق وضواحيها زلزلة، وفيه قلة مطر.
وفي الحجة، وردت مكاتيب العلا وأن الحج بخير، ثم بعد أيام وردت كتب من المدينة، وأن الباشا اصطلح مع العرب الذين بين الحرمين، وأن الأمن والرخاء كثير.
وفي نصف الحجة، خرجت الجردة.
وفي يوم السبت الرابع والعشرين، توفي القاضي عبد الباقي بن أحمد الشويكي وصلي عليه الظهر بالجامع ودفن بالدحداح قريباً من سيدي عبد الرحمن رضي الله عنه.
28 - 1 - 1713م
وسلطان الممالك الرومية وبعض العربية والعجمية السلطان أحمد بن محمد خان. والقاضي شيخي زاده. وناصيف كافل دمشق بالحج الشريف. والمفتي محمد أفندي العمادي. والمدرسون والناس على حالهم.
في يوم الثلاثاء رابع محرم الحرام، توفي الرجل الصالح الحافظ لكلام الله، المتطبب الشيخ زين، وصلي عليه بالأموي ودفن بالدحداح، ورثاه بعض الأصحاب مؤرخاً:
الشيخ زين الذي نحبه قضى ... يرجو من الله أن يغاثا
المحرم في يوم الاثنين لقد ... كانت له رحمته غياثا
فعليه إلى الضرّيح أرّخت ... فأرّخوها يومها الثلاثا
صفر: أوله السبت 1125، ورد كتاب من الحج وأخبر أنه في اليوم الثالث من تاريخه يدخل الحج، وسمع أن الحج في رابغ عارضهم سيل عظيم وذهب ناس ودواب، وكان ليلاً، فذهب الحج من طريق أخرى من الماء، أخذهم إليها عرب من أهل الحرمين.
وفي يوم الأربعاء دخل الحج، والخميس المحمل. وفيه سمع أن الطريق الأخرى، قطعوا سبع أنهار ولكنها كانت وقتذاك كالدجلة، وذلك كان في طلوع الحج، وإلا، كان يقيم الحج إلى أن يخف.
وفي ربيع الأول: التاسع، فيه كان آخر الخلوة البردبكية.
وفي أول ربيع الثاني ورد نائب القاضي الجديد، والقاضي لم يأت بعد، وليس معه نواباً إلا واحداً.
وفي أوله سافر شيخي زاده قاضي الشام.
وفي أواسطه ركب الباشا على العرب وأرسل غنايم منهم، وغنم أموالاً وأولاداً ونساءً، وقتل من العرب المسعودي، ولم ينكب في زمانه قط. وقيل إن المسعودي نزل إلى الباشا للميدان، فسبقه الباشا في الضرب فقتله، وقيل جرحه ولكن مات بعد أيام.
وفيه ورد مع عرب الحجاز السيد حسن، حفيد السيد محمد بن رسول البرزنجي، وكان خرج مع الباشا في السنة قبلها، وسببه وقوع مدرسة من مدارس المدينة، ثم توجه للروم وأخد مكاتيباً من الباشا وغيره، وكان الباشا غايباً، فعوق له أيام، فلم يرد فخاف من العوقة، فلحق بالقدس الشريف، لأنه. لما نهب المسعودي وقتله، توجه لزيارة القدس الشريف، وأخذ من نصارى القدس ما ينوف عن ماية كيس.
وكان لما كان متوجهاً للقدس رأى جماعةً من يافا شكوا له الغدر الذي يقع من أهل مالطه، وأنهم أخذوا مركباً بما فيه، وما فلت إلا قليل، فلما دخل القدس وصى على حطب كثير، فسئل عن ذلك، فقال: مرادي أحرق القمامة بأهلها، فوقع عليه أهل القمامة وجاء كبارهم وتدخلوا عليه، فأمرهم أن يكتبوا إلى مالطة ويرسلوا المركب الذي أخذوه وكل ما فيه، وكتبهم التي فيه بدفتر، وأسماء الأناس الذين أسروا فيه، ثم راضوه أيضاً بما به كيس حتى عفا عنهم، وقال لا بد من الركوب على مالطة وأخذها من أيديهم ونعطيها للسلطان ابن عثمان، وقال إن مثل هذه البلدة كيف تكون ضد المسلمين وفي حد الأراضي المقدسة؟ وقيل إن الماية كيس صارت صلحاً على المركب.