وفي يوم الاثنين. رابع عشر شهر صفر، احترق السوق عند رأس البزورية. أعني سوق العطارين، غربي مادنة الشحم.
وفي سابع عشر صفر، ورد قبجي من الروم بنحو عشرين سرجاً.
وفيه بلغ أن شيخ الإسلام أسقط ربع العوارض عن دمشق وبعلبك والأراضي الشامية كلها.
وفي يوم الجمعة، ثامن عشر صفر، ورد نجاب من الحج، ومعه مكاتيب تخبر بالحج، وبموت مصطفى بيك، سردار الحج. وفتحوا داره.
وفي يوم الاثنين، ثاني عشرين الشهر، فتح متولي العمرية بالصالحية السيد إبراهيم أفندي بن حمزة النقيب خزانتي الكتب الكائنتين بالمدرسة المذكورة، بنظارته عليها، لأجل نفض الكتب، وكان الشيخ مراد اليزبكي والشيخ إسماعيل أفندي بن الحايك، وغيرهما من العلماء والطلبة.
وكتب علي من تلك الكتب على وجه العارية كتابين: الأول: لغة الأطباء لجامعة الحافظ ابن عبد الهادي المقدسي الصالحي الحنبلي، وكتاب آخر فيه مختصر التلخيص في المعاني والبيان، وجمع الجوامع، في الأُصول الشافعي، ومختصر الروضة في الأصول الحنبلي. الأول للسبكي الشافعي، والثاني للطوفي البغدادي الحنبلي، وهم عندي إلى الآن.
وعمل ضيافةً وضعت في الرواق، ولم أحضر الضيافة ولا فتح الخزانة الثانية، وهما خلوتان لصق البلاط، مقابل الباب في الخط الشرقي.
وفي عهدنا تشتمل كل واحدة على ألف مجلدة من ساير العلوم، كالقرآن والنحو والأصول والحديث، إلى غير ذلك من الفنون، وفيها كتب من خط الحافظ جمال الدين المقدسي الحنبلي، وكذا من خط الشمس ابن طولون الحنفي الصالحي.
وفي يوم الأربعاء عشرين صفر توفي السيد محمد بن السيد عبد الكريم ابن حمزة النقيب، وحضر الأعيان والفقهاء، ودفن بباب الفراديس عند جده السيد محمد النقيب في التربة الغربية.
وفي يوم السبت السادس والعشرين من صفر، دخل الحج الشريف في أحسن حال من الرخاء والأمن، ولم يقع ضرر والحمد لله.
يوم الأحد السابع والعشرين دخل المحمل، ومحمد باشا الشهير بالأفندي، ووصل ابن القواس للمعظم، والمعنيون إلى معان.
وفي يوم الاثنين ثامن عشرين صفر، سلمنا على أصحابنا الحجاج، وأخبرونا أن بني عنيزة أخافوا المدينة قبل وصول الحج، وقتلوا من أهل المدينة ثلاثين رجلاً، غير المماليك والعبيد، قالوا: وأهل عنيزة هم كثيرون، وأرضهم من دون العلا للمدينة.
وفيه أخبرني صاحبنا السيد مصطفى الخواجا، أنه في هذه السنة اجتمع في الحج بإمام سلطان الهند، واسمه الشيخ محمد الشامي، وحكى له عن سلطان الهند أنه شرع في مدينة عظيمة، دورتها ثلاث أيام، وأكملها، ونقل إليها واستوطنها وسماها باسمه، وعلى أن عرضها كان نحو أيام كثيرة. وأخبر أن السلطان أمر كل وزير بسكنى جهة، وخطوا أسواقها وبيوتها وخاناتها، ووضب لها اثني عشر ألف معمار، ما عدا التوابع.
وفيه ورد الشيخ أحمد السبحان المتقدم ذكره، وحصل جميع الدراهم، ولم يأخذ له أصلان الدرهم الفرد، وأكرمه غاية الإكرام.
وفي آخر الشهر، نادى حسن باشا على تراك الصلاة، وكبس القهوات، لأنه بلغه أنه يكون في القهوات أناس ولا يخرجوا لصلاة الجمعة، فكبسهم مرات، حتى كادت تبطل القهوات لعدم من يجيء إليها خوفاً من الباشا.
وفيه أنشدني صاحبنا مصطفى بيك الترزي من لفظه قول بعضهم:
قيمة المرء علمه عند ذي العق ... ل وما في يديه عند الرّعاع
فإذا ما حويت علماً ومالاً ... كنت عين الزّمان بالإجماع
وإذا منهما غدوت خليّاً ... رحت في الناس من أخسّ المتاع
من شعر الشافعي: وأنشدني أيضاً من لفظه للشافعي، رضي الله عنه:
قد يعسر المرء في رزقه ... ويرزق الفاجر والكافر
ويسلم الأطمس من حفرةٍ ... يسقط فيها الناظر الباصر
ويحفظ الجاهل من لفظةٍ ... يهلك فيها العالم الماهر
لا يعجب الإنسان من أمره ... هذا الذي قدّره القادر