وفي يوم تاسع عشر ربيع الثاني برز للمرجة لأنه مراده الركوب على نابلس وغيرها، ثم من المرجة رحل للوان، ثم للمزة، ثم ذهب نحو الديماس على جهة البقاع، وفي آخر الشهر كان بمرج عيون، وكان سافر ليلاً لتجري التركمان بدمشق عليه، وشوكتهم الآن قوية.
جمادى الأول، لم يقع ما يؤرخ.
جمادى الثاني، الثلاثاء في العاشر فيه، وردت إمرية الحج لحسن باشا ابن القواس.
وفيه دخل متسلم الباشا الجديد ليوسف باشا القبطان، وانفصلت الإمرية عن دمشق.
وفي يوم الجمعة ثالث عشر الشهر، نودي على السكمان بالخروج من دمشق.
يوم الأربعاء ثامن عشر الشهر دخل إبراهيم أفندي بن حمزة نقيب الأشراف الظهر من على الصالحية.
رابع عشرينه، ورد سليمان باشا من سفرة مرج عيون، ناحية البقاع، وهو معزول، ثم سافر بعد أيام من دمشق، وكان أنهم أرسلوا له تقريراً بسنة أخرى، ثم أرسلوا عزلوه.
يوم الأربعاء ثالث عشره، توفي السيد عبد المحسن أفندي الخلوتي، أخذ عن زين القضاة عيسى الخلوتي، وكان مواظباً على قيام الليل وله أوراد وأذكار تلقفها من أستاذه المزبور وصلي عليه بالأموي ودفن بالدحداح.
وفي خامس عشر جمادى الثاني، توفي الشاب العلامة المحقق المدقق الشيخ عبد الجليل بن المفتي الشيخ أبي المواهب الحنبلي، وصلي عليه بالأموي ودفن بالدحداح، بالتربة الشرقية. وكان فاضلاً بارعاً فهيماً مواظباً على المطالعة والإقراء، ودرس بالجامع مدةً. نظم الشافية في الصرف وشطر ألفية النحو لابن مالك، أخذ الفرائض والحساب عن والده، وقرأ في المعاني والبيان على الفتال، والأُصول على مولانا الشيخ إسماعيل أفندي ابن الحايك، والنحو على القطان، وقرأ في العقليات على شيخنا الملا عبد الرحيم الكابلي وغيرهم كثير، وكان مرضه الدق، عفي عنه آمين.
في آخر جمادى الثاني عمرت القناة المقابلة لجامع السليمية.
وفي يوم الاثنين، آخر جمادى الثانية، دخل يوسف باشا القبطان ضحوة النهار، وهو رجل تام نير الشيبة مليح الطلعة، وفي يوم الجمعة جاء وصلى بالجامع الكبير، وسأل عن مدرسين الجامع وأمر بالتقيد. وهو كثير الزيارة للأولياء والصالحين.
وفي يوم السبت ثاني رجب، رجم العوام القاضي. والسبب أن التركبدية حاشروا الناس على صرفهم وأخذوا حوانيتهم.
وفي اثنين وعشرين شعبان، توفي محمد أفندي الروزنامجي، وكان دفتاراً، وهو مسرف على نفسه سامحه الله، ودفن بالباب الصغير، وخلف ديوناً وعليه وظائف، وغالب سقبا.
وفي آخره، ورد حج من الروم، ركباً بعد ركب.
يوم الجمعة آخر شعبان، توفي بالصالحية الشيخ محب الدين التغلبي الشيباني، وصلي عليه بالخاتونية، أعني الجديد وحضر للصلاة عليه عثمان أفندي قاضي الشام، ثم بعد الصلاة، رجع إلى عند صالح جلبي المحاسني نايبه بالصالحية ودفن بتربتهم بزاوية عماد، التي في أيديهم الآن قرب دارهم.
رمضان، أوله السبت على رؤية الهلال. سابعه، سكرت البلد لسبب أن التركبدية قتلوا رجلاً ووقفوا على رأسه، فهرع السكمان بالسيوف المسلولة من الخانات، فهربوا التركبدية والقبوقول للقلعة، فأرسل يوسف باشا فقال للآغا: سلم الغريم، فلم يرض، وتمت البلد مسكرة أيضاً، وكذلك الأحد، ولم يتم أمر.
وفي أثنائه، ابتدأ الشاب الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الكريم الغزي، مقتي الشافعية بدمشق، بالبخاري، مقابل محراب الشافعية، وكان درساً حافلاً، ودعا إليه العلماء والموالي. فحضر السيد إبراهيم أفندي النقيب، وكذلك أبو المواهب الحنبلي المفتي، والشمس محمد الكامدي الشافعي، وأسعد أفندي، وعبد الرحمن أفندي، ومرة أخرى كان الشمس الكاملي، والكمال يونس المصري مدرس قبة النسر.
وفي خامس عشر شعبان المبارك، ورد ولدنا الشيخ أحمد من الروم، وكان له نحو سنة كاملة.