وفي ثالث عشر محرم، توجه الشيخ إبراهيم السعدي إلى صيدا لزيارة ابن أخته أسعد، وبقية الجماعة الكاينين بقلعة صيدا، وأخذ لهم من طرف الشام، والله يعجل خلاصهم.
وفي أواسطه بلغ خبر بأن عرب بني عطية تعرضوا للجردة، والله يلطف بالمسلمين.
صفر، سابعه، يوم الثلاثاء، توفي إبراهيم أفندي بن الدالي أحمد، وصعد به للصالحية، وصلي عليه بالسليمية، ودفن بتربة الشيخ أبي السعود ابن الشبل البغدادي، قبلي تربة الشيخ محمد الشياح وشرقي روضة تربة الموفق رحمه الله. وكان من تلاميذ الشيخ العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي، وحضره، وهو صلى عليه، وكان حين دخول النعش، كان في فاتحة آخر الدرس، فأوقفوه حتى فرغ الشيخ، ثم شرعوا في الصلاة عليه.
وفيه في تاسعه، دخل قاضي الشام الجديد عثمان أفندي رحيقي زاده، وفي يوم العاشر يوم الجمعة صلى في المقصورة.
وفيه وصل خبر عن الحج أنه بخير، وأنه عارضهم في منزلة هدية سيل عظيم، وأخذ السيل شاباً من الزعماء بفرسه، من أولاد عبد القادر آغا الرحيم الشهير بأبي الشامات، وكان فرغ لولده هذا عن الزعامة، فصارت محلولاً للباشا، فيحتاج في ردها لكلفة.
وفي يوم الاثنين ثالث عشر صفر، جاء الكتاب، وأرسل الباشا للنصارى واليهود يحملوا شمعاً قدام الباشا في يوم دخوله، وأمر بالزينة.
وفي يوم الخميس السادس عشر من الشهر دخل الباشا والمحمل وكان موكباً حافلاً، وحرجوا على الزينة، ولم يعهد هذا. وقيل إنه وقع فتنة بين سليمان باشا وأيوب بيك المصري، وكان الظفر للشوام. ومات بمكة السردار ابن قزلباش من نواحي جامع الورد.
قيل والسيل الذي بهدية عوقهم أيام، ولم ينج إلا الذين ترفعوا إلى الجبال، وذلك في الرجعة. وقيل عارضهم شيخ البلاد العلاوية وأخوه زيدان، وقاتلهم سليمان باشا وكسرهم وفر الدبيس، وخرج على كليب، وكان مع الجردة، عرب يقال لهم بنو عطية فقاتلهم وكسرهم وقتل منهم شرذمة، وبنو عطية من هوى ظاهر بن سلامة. ولم يذهب للحج ولا للجردة شيء، ولله الحمد والمنة.
وفي يوم السبت ثامن عشر الشهر، فكت الزينة، فبقيت الخميس والجمعة والسبت.
ربيع الأول، في ثانيه، يوم الخميس توفي ابن الباشا ابن ثمانية أشهر، ومشى الباشا من السرايا إلى التربة، ولقيه قاضي الشام، والمباخر العود مشعولة قدامه. وأظنه كان مؤخراً عن الجنازة كما هو السنة، وقيل حمل فيه إلى السرايا وهو شديد البكاء، ومشى قدامه العلماء والقضاة وأكابر الدولة وقدامهم المباخر بالعنبر، وعلى السحلية مخمل مزركش. ودفن بالباب الصغير في حضرة بلال رضي الله عنه. وفي الرجعة عاد للسرايا راكباً.
وفي يوم السبت رابع ربيع الأول سافر شاه بندر إلى عند الأفندية على ستة أكياس.
يوم السبت عشرينه، وصلوا الأفندية ليلاً وواجهوا سليمان باشا. وفي ليلة الاثنين ثاني عشرين ربيع الأول توفي إلى رحمة الله مولانا القاضي محمد بن القاضي حسن المعاريكي الصالحي الحتفي، باش كاتب محكمة العربية، المتولي غالب الأوقاف بنيابة المحكمة الصالحية، ولم يكن أحسن توريقاً ولا خطاً من خطه، وتخرج عليه جماعة من كتاب الصالحية. وكان كاملاً عاقلاً ديناً، طويل القامة نير الشيبة باذخ المنظر. وأُعلم له بالصالحية، وصلي عليه بجامع السلطان سليم، ودفن بالسفح شرقي المولى الشيخ عبد الهادي.
وفي خامس عشرين ربيع الأول، ألزم الباشا البساتنية بعمل الطريق طريق الصالحية، وكان المعمارية خمس أجواق على طول الطريق.
في يوم الجمعة أول ربيع الثاني، صعد للصالحية سليمان باشا وصلى بالسليمية، وزار المحيوي بن عربي وفرق دراهم. وكان له كم يوم بقاعة حسين أفندي بن قرنق بالصالحية.
وفي يوم الجمعة ثامن ربيع الثاني صلى الجمعة بالأموي، ثم صعد هو وقاضي الشام للكشف على المادنه الشرقية لخراب راسها من أيام الزلزلة الكائنة في سنة سبع عشرة وماية وألف.