وفيه في شعبان سابعه في السنة المذكورة، ليلة الأربعاء. صارت بدمشق زلزلة عظيمة، ولم يهلك أحد إلا رجل واحد في خان عند الأبارين، وأما في البر كثير.
وفي سابع عشرينه، جاءت الزينة، وهدأت الزلزلة، وبقيت الزينة عشرة أيام. وقيل في إسلام بول بقيت الزينة عشرين يوماً لأن السلطان جاءه ولدان ذكوراً.
رمضان فيه ورد حج من الروم.
شوال فيه طلع الحج في العشرين فيه، ودورة المحمل في الثامن من شوال، وبقي ابن بيرم لم يسافر، وأرسل مكانه ابن أخته عبد الرحمن باشة وكيلاً عنه في إمرية الحج. ولم يتعرض كليب للحج في شيء مع ركوبهم عليه، لكن في العلا أخذ العنزيون الصر، وأخذوا صر كليب له، وأُخذ من الراكب والماشي حتى لم يتركوا أحداً.
في آخره عزل مستقيم أفندي بزيادة ثلاثة أشهر.
القعدة، وصل خبر بأن ابن بيرم أخذ قلعة جبريل ولم يجد فيها غير القمح والزيت، فحرقها وحرق، من فيها من الفلاحين، وكان يظن أن فيها أموالاً للعرب.
في أوله أيضاً، يوم الاثنين، دخل قاضي الشام عارف أفندي ابن إسرائيل، من جهة الصالحية، وزار قبر المحيوي ابن عربي قدس سره، ونزل بعد العشاء وقدامه المشاعل.
وفيه جلس باش كاتب موضع محمد جلبي ابن الاستنبولية محمد أمين أفندي، بن صالح أفندي الشامي الأصل الدمشقي الوطن حالاً.
ذو الحجة يوم الخميس الرابع والعشرون، فيه توفي مولانا العالم العلامة علي أفندي العمادي المفتي لسنة سبع وماية وألف، وصلي عليه بالجامع الأموي ودفن بالباب الصغير.
وفي تاسع عشرينه، توفي الشيخ الفاضل الشيخ محمد الشامي الحنفي، ودفن بالباب الصغير.
وفيه سافر في أواخره قاضي الشام مستقيم أفندي مع الخزنة.
وفيه جاء إقرار لابن بيرم، وضرب كم مدفع.
وفيه ولد محمد سعيد يوم الخميس في أوله.
الثلج العظيم وفي سبته كان الثلج العظيم بدمشق، لم يعهد مثله من زمان، والله أعلم.
محرم الحرام سنة ثمان عشرة وماية وألف 14 - 5 - 1706م
وسلطان الممالك الرومية وبعض العجمية وبعض الممالك العربية هو مولانا السلطان أحمد بن محمد خان، وباشة الشام محمد باشا بن بيرم، وقاضي الشام عارف أفندي الذي جاء بعد مستقيم أفندي، والمفتي أبو الصفا بن العارف الشيخ أيوب، وأمير الحج عبد الرحمن باشا، ابن أخت ابن بيرم وهو في الحج الشريف، ونائب الباب إبراهيم أفندي النقيب.
أولها الأربعاء. رابعه الأحد، خرجت الجردة وأميرها محمد باشا ابن بيرم.
في خامس عشر محرم، نهبت العرب الجردة ورجع الباشا ومن معه للجابية ولم يسلم معه سوى خزنة المال هرب بها علي الجابية، وأبقى الخيام والصيوان والجمال والأحمال، فأخذ الكل العرب، ولا قوة إلا بالله.
وفي يوم الاثنين عشرين محرم الحرام، توفي إلى رحمة الله الأديب الكامل مولانا الشيخ عبد الرحمن الموصلي الشافعي شيخ الطريقة الكواكبية بدمشق، وصاحب الشعر الرايق والديوان المشهور. مولده سنة ثلاث وثلاثين وألف، وتوفي في هذه السنة، أي سنة ثمانية عشر، فيكون بلغ الثمانين عن أولاد كبار: الشيخ أحمد وهو الذي جلس مكانه، والشيخ حسن، والشيخ إبراهيم، وأما ابنه العلامة الشيخ خليل فقد توفي قبله، وتقدم ذكر وفاته، فلا يعاد. وصلي عليه بجامع المصلى ودفن بتربة مسجد النارنج، ومن شعره رحمه الله، ما أنشدني لنفسه قوله:
ولم أطلب التبخير عند فراقنا ... بعود القماريّ كي أزيد به ودّا
ولكنني بالعود أبغي تفاؤلاً ... بعودٍ، وما الورد أبغي به الوردا
وله قوله:
لو مسّ غصنٌ قد روي ببنانه ... لا خضل من لمس البنان وأينعا
أو أُسمع الحجر الأصمّ حديثه ... لاهتزّ من لطف الخطاب وشعشعا
وله مقصورة حسنة مشهورة مذكورة في ديوانه.
صفر، في عشرينه، توفي ولد لعبد الرحمن أفندي القادري، ابن عشر سنوات، وصلي عليه بكرة النهار، ودفن بالباب الصغير.