وفي شعبان، أوله، توفي بالصالحية الشيخ عمر بن الشيخ رسلان التغلبي عن نحو سبعين سنة، ودفن عند العجمية بقاسيون، وهو من ذرية الأولياء وأرباب الأحوال، وأخرجوا معه الأعلام، بفتح الهمزة.
وفيه وردت الفتوى للشيخ أبي الصفا بن أيوب، وخطبة الجامع لمصطفى جلبي الأسطواني، مدرس الجوهرية، بعد إسماعيل أفندي المحاسني. وافتى في مدة شغور الفتوى، إلى حين الجواب من الروم، مولانا الشيخ عبد الغني أفندي النابلسي.
شهر رمضان: ورد حجاج من الروم من كل فج.
شوال: كان العيد الاثنين.
وفي حادي عشره طلع الحج، والمتعين عليه الأمير كافل دمشق أصلان، باشة الشام.
وفيه بلغنا أن محمد باشا، كيخية حسن باشا، قتله السلطان، لأنه كان ضمن أمر الحج لحسن باشا المنهوب، وأعطى حسن باشا المنهوب قلعةً بعيدةً في أطراف بلاد الروم.
ذو القعدة: وردت في أوله المزيربتية، وأخبروا عن الثلج أنه كان كثيراً بحيث كاد الحج أن يهلك، حتى اجتمعوا ودعوا واستغاثوا إلى الله سبحانه من شدة الثلج وكثرته نحو عشرة أيام، وصار على الخيام قامات، وراح جمال وخيام في طريق المزيريب.
وتوفي بالدنق إمام الباشا الشيخ إسماعيل بن بيليك، ولم يكن في دمشق أحسن صوتاً منه، وذلك عند الصنمين، ودفن في الطريق والحج ماش رحمه الله.
ذو الحجة: أوله الأحد، يوم الخميس الخامس، فيه توفي الشيخ الصالح الولي السيد عبد القادر الدسوقي، وصلي عليه بالأموي الظهر، ودفن بالباب الصغير، وكانت جنازته حافلة لم يعهد مثلها من سنين.
وفي الشهر المذكور قتل الأمير ابن الشافعي النابلسي، من أمراء نابلس وأكابرها.
وفي ثاني عشر، فيه قتل ولده، وأُرسلت رؤوسهما إلى الروم وبقيا كل منهما عند باب السرايا ثلاثة أيام.
وفيه لم يتم لابن القواس أمر نابلس، وجيشوا عليه.
وفيه ورد قبلان لدمشق، وسافر لنابلس، وعمل صلحاً بينهم وبين ابن القواس ليدخل إليها، لأنه أُعطي كفالتها، ولم يمكنوه منها لما صار منه في المرة الأولى، فإنه عاد وفسد وخرب دور بعض أكابرها، وقتل رجلاً شريفاً صالحاً، وفحش في تلك الديار ما لا مزيد عليه. وكان في زعمه أن ذلك أخذ ثأر للباشا الذي قتلوه في السنة التي قبل سنة.
ثم أراد قبلان حين وصل، الصلح، فلم يمكن، فعاد ابن القواس ترك الأمر، وعاد إلى دمشق لداره، ثم بعد أيام ورد لها كافل من الروم ولم يتعرضوا له بشيء.
وفي ثامن عشر ذي الحجة، توفي الرجل الصالح الشيخ معتوق في الصالحية من مجاوري العمرية بالطاعون، وغسل بها وصلي عليه بجامع الحنابلة، ودفن بالروضة، فوق صفة الدعاء.
28 - 5 - 1702 أمير المؤمنين
وسلطان ممالك الروم، وبعض ممالك العرب وبعض ممالك العجم مصطفى خان بن محمد خان بن عثمان. والوزير بدمشق أصلان باشا اللادقي. وقاضي الشام إبراهيم أفندي، خجاة السلطان محمد. والمفتي بدمشق مولانا أبو الصفا أفندي. والمدرسون على أحوالهم.
في عاشره، عزل قاضي الشام، وتولى نيابة الباب عبد الرحمن أفندي الحلبي.
وفيه طلع نجم طويل بذنب، كان أوله عند الربوة من نجمة صغيرة، إلى مادنة الجامع الكائن بالأبارين، ثم اختفى بعد أيام.
وفي تاسع عشر محرم، دخل الحج وأصلان باشا والمحمل، ولم يعرض شر، وأما الدبيس فصالحه الباشا وأرضاه، وذلك يوم الجمعة.
وفيه أن شخصاً كان يحب إنساناً، فوداه في تربة باب الصغير فقتله، فمسكوه وجيء به للحاكم. فأرسل إلى عمه الحاج حسين آغا، خادم نبي الله يحيى عليه السلام، فقالوا: هذا قاتل ابن أخيك، وقد أقر بالقتل، وهذه الشهود، فقال أنتم في حل من قتله، هذا مستاهل القتل من زمان، وذكر مساويه، فعاد الحاكم أخرج القاتل وأطلقه.
صفر: لم يقع ما يؤرخ فيه.