صفر، أوله الاثنين وفي يوم ذلك، وجدت ورقة مكتوبة ملقاةً في طريق المارة، فيها أبيات تفيد قارئها تربيةً وألفاظاً، فذكرتها لتستفاد: فالأول لمنجك رحمه الله تعالى:
من تصطفيه إذا أتاك مخاطباً ... منك الجوارح كلّها تتنعّم
وإذا تكلّم من كرهت كأنّما ... مرآة قلبك بالحجارة ترجم
ولغيره:
كلّ الأمور تمرّ عليك وتنقضي ... إلاّ الثناء، فإنّه لك باقي
واعلم بأنّ المكرمات عرايسٌ ... ومهورهنّ مكارم الأخلاق
وبعده تخميس بيتين:
يا من عزم أن توافينا مودّته ... قف واستمع قول من فاقت نصيحته
دع عشرة الضدّ لا تنفعك صحبته ... الشّمع يبكي، فما تدري أعبرته
من صحبة النّار ... أو من فرقة العسل
سل عن كريم السّجايا ذاك آنسه ... والزم له وطريق الرشد مارسه
وافهم لشعرٍ لنا جادت نفايسه ... من لم تجانسه احذر تجالسه
فآفة الشّمع ... كانت صحبة القتل
يوم الجمعة، خامس صفر، دخل أوائل الحج الشريف، قريب الصلاة إلى المساء. وشكروا هذه السنة من الرخاء والأمن والحمد لله وحده إلا من جهة العطش، من هدية إلى تبوك.
سابعه الأحد، دخل المحمل، والحج السبت.
يوم السبت الثالث عشر، خرج حج كثير من الأروام، ومن سائر البلاد، وبقي خلق كثير. وكانت الوقفة يوم السبت، وكذا بدمشق، والإقامة بمكة عشرة أيام لا غير، ولله الحمد.
في آخر صفر، وردت بشارة في نصرة الخنكار على العجم الليام.
يوم السبت، ثالث عشرين صفر، كنا في بستان المساطبي، ومعنا بعض أصحاب.
ربيع الأول، أوله الأربعاء، راسلت مولانا حامد أفندي المفتي ابن العمادي في أن يوكلني المقدمية في مباشرة الدرس، نيابةً عن مدرسيها الأربع، فنظمنا هذه القصيدة تذكيراً بما ربط هو والمتولي معي، وكان ذلك يوم الأربعاء أول ربيع الأول، وفيه تعريض برد دراهم من الذهب، اثنين فأكثر، من علوفة تدريسي بمدرستي المرشدية، لأنه كان متوليها.
وفي يوم الجمعة، ثالث شهر ربيع الأول، توفي سيدنا السيد يس أفندي الكيلاني من أعيان حماة، ومن المشار إليه، والكل في حماة بدمشق، وصلي عليه بالجامع، ودفن عند الجوعية بسفح قاسيون. وهو من ذرية سيدي عبد القادر الكيلاني، وكان ذا ثروة باذخة وأملاك وإقطاع وعقارات وأراضي لا تحصى، وعمل على ضريحه قبة عظيمة.
وهذه الجوعية فيها غار فيه جماعة من الأنبياء، والدعاء عندها مستجاب عفي عنه آمين.
يوم الأحد خامس ربيع الأول، كنا بالقاريات بأراضي الغوطة مع جماعة من الأصحاب.
والسبت، حادي عشر ربيع، دعينا إلى وادي كيوان من جماعة من الخلان. ونسأله السماح والرباح بمنه آمين.
يوم الثلاثاء، رابع عشر ربيع، جاءت بشارة لعبد الله باشا كافل دمشق بالاستقرار، وضرب كم مدفع.
والناس في ضيق وشدة من جهة الخبز وأسعار الأشياء كلها، ونسأله سبحانه أن يرخص أسعار المسلمين، ويخذل الكفر وأعداء الدين، ويجعل هذا البلد آمناً رخياً في حرزه، والمسلمين أجمعين يا رب العالمين.
نزهات
يوم السبت، ثامن عشر ربيع الأول، كنا مع جماعة من الأفاضل بالسيوفي، دعانا إليه الشيخ عبد الباقي الشاغوري لعقيقة المولود.
يوم السبت خامس عشرين، كنا عند صاحبنا ابن شيبان ببستان القصر المطل على المرجة عند زقاق الصخر.
ربيع الثاني، أوله الجمعة، يوم السبت ثانيه، كنا ببستان الكبير غربي الخلخال بالشرف القبلي عند بانياس، عند صاحبنا الحاج محمد الشاغوري.
يوم الثلاثاء خامس ربيع الثاني عمر جامعاً بالسهم الأعلى شرقي الحاجبية والمدرسة العمرية، الشيخ مصطفى بن الشيخ إسماعيل بن الشيخ العارف العلامة عبد الغني النابلسي، والمسجد لصيق تربته بغرب، وفيه ثمان شبابيك حديد مطلة على جناين هناك، وتكلف فيه كلفةً باذخةً.