في آخر الشهر كنا ببستان الباسطي، وبتنا ليلتين، ولم أُنشد فيه بشيء.
ربيع الأول، كنا عند صاحبنا السيد محمد ابن شعبان الصالحي، الحافظ لكلام الله، والآخذ عنا الطريقة، ببستان العيش قرب الربوة. وقلت فيه بأبيات.
وفيه يوم الأربعاء، تاسع عشر ربيع الأول، توفي الشيخ محمد الحبال. كان ألمعياً في الفنون النقلية، قرأ على مشايخنا: ملا عبد الرحيم الكابلي الهندي، وشيخنا إبراهيم القفال، وشيخنا عبد القادر ابن عبد الهادي، وحضر يحيى الساوي حين قدم دمشق، وقرأ العروض علي الموصلي، وقرأ على المحقق القطان، ودأب في التحصيل، وصلي عليه في الجامع ودفن بالباب الصغير، قرب أُويس، قدس سره.
جمادى الأولى، أوله الثلاثاء. أمليت في تاريخه في مجلس مع بعض أصحاب وطلبوا ذكرها، وكنت أرسلت مذكراً له في علوفة تدريسي بمدرستي، وكان متولياً، وكان يعوق في وفائها، وكان أول جلوسه للفتوى ممتدحاً ومعرضاً، وهو مولانا حامد أفندي بن علي أفندي العمادي، طيب الله ثراه.
يوم الخميس ثالث جمادى الأولى، دخل قاضي الشام الجديد، وزار الباشا، وخلع عليه قبا سمور.
يوم السبت تاسع عشر جمادى الأولى، توفي حسين آغا ابن فروخ الرومي الأصل، وصلي عليه بالسليمية بالصالحية، ودفن بالسفح، تحت الكهف.
جمادى الثانية، أولها الأربعاء.
يوم الثلاثاء، ثاني عشرين جمادى الثانية، توفي صادق آغا ابن أحمد آغا ابن محمد باشا الناشفي، وصلي عليه الظهر بالجامع، ودفن بتربة جده محمد باشا، بالتربة المنسوبة لحسن أفندي، عم أبي محمد باشا الناشفي، قبلي جامع حسان.
أخذ الطريقة عن عيسى الخلوتي بدمشق، واجتهد في العبادة، لا يقطع التهجد بالليل، ملازماً الأوراد التي تلقنها من شيخه، ويصوم الخميس والاثنين غالباً، وكان من أكمل زمانه، تام المهابة والهيبة والهيئة والوجاهة، وسافر للروم في غزوة البيتش سنة ثلاث وماية وألف، زمن الكرجي الذي انتقم من آغاوات دمشق، وتقدم ذكرهم في أول التاريخ. وكان له حلم وتؤدة في الكلام والأدب، ولا يكثر الترداد إلى الحكام، وحج مرات سرداراً بالتخت، في أعصار تسع وتسعين، وخمس وتسعين.
رجب، أوله الجمعة، أو الخميس، ورد حج كثير من الروم لدمشق.
وفيه ذهب الوزير إلى الدورة على البلاد التي في حكمه، والله لطيف بالعباد.
وفيه نظمت بأبيات لمتولي مدرستي، حامد أفندي العمادي المفتي، من جهة تكلمه وتكلم متولي مدرسة المقدمية، لمباشرة المقدمية في التدريس، نيابةً عن أربعة مدرسيها، تذكيراً له، وهم سعيد أفندي الأسطواني، وعبد الرحمن أفندي الأسطواني، وبني الأكرم، وإبراهيم أفندي الأسطواني، وأن أُباشر عنهم في التدريس، وجعلوا من العلوفة ومدخولها شيئاً، مذكراً له فيما وقع الربط به، وذلك حين مطالبتي له في علايف مدرستي الخديجية. وكان نازلاً بدار حسن جلبي بالجسر الأبيض، زمن الربيع والورد. وهي عامرة الأركان، مطلة على دمشق وضواحيها، كأن صحن كلسها فرغ منه الآن، فهي إلى الآن عامرة الأركان، مطلة بشبابيكها الحديد على رياض دمشق وقصورها التي فاقت عرايسها في أجورات مهورها، وبها سكن النواب، دامت مفتوحة بها مصاريع الباب.
شعبان، أوله السبت، ثالثه، يوم الاثنين أول الخلوة البردبكية بدمشق، وحضر أعيان كالسيد محمد أفندي بن الشيخ مراد، وأحمد أفندي المحاسني الخطيب، وعبد الرحمن أفندي المهيني، ومحمد أفندي الكنجي، والشيخ محمد بن سوار، تقبل الله من الجميع، بمنه آمين.
يوم السبت، تاسع عشرين شعبان، توفيت زوجة أخينا عمر آغا الناشفي، وهي ابنة صالح آغا الكيخية، والدفن بالباب الصغير.
رمضان، أوله الأحد، فيه ورد بقية الحج الرومي.
رمضان، فيه ليلة الأحد، ثبت أول شوال، ونسأله موافقة الصواب.
يوم الاثنين، وذلك يوم ستة عشر، من أول اليوم، طلع المحمل والوزير معه. وهو عبد الله باشا الأيضنلي، كافل دمشق، وتقدم ذكره.
يوم الخميس، التاسع أو الثامن عشر طلع الحج الشريف، وكان دخل الحلبي عصرية يوم المحمل.