رمضان، أوله الأربعاء، وكان الشك الثلاثاء. وفيه أنشدت لبعض الأصحاب قصيدة زهرية.
وفي أواسطه دخل أمين الصر وغيره من كبير الحج، وبقية الحاج الرومي.
شوال، أوله الجمعة، يوم الأربعاء، نصف شوال، طلع المحمل، ومعه كافل دمشق عبد الله باشا الأيضنلي.
وهذه السنة جدد ثوب المحمل، وظهر في غاية الجودة، والصنجق بعد باقي بلا تجديد، ونسأله إلهام الصواب، ومطابقة الحق بلا حجاب.
يوم الاثنين تاسع عشر الشهر طلع الحج الشريف والحلبي، وكان دخل الأحد.
وفي سابع عشر الشهر، توفي الشيخ مصطفى ابن سوار شيخ المحيا، الشافعي، وصلي عليه بجامع البزوري، ودفن بتربة الدقاقين، في محلة قبر عاتكة، وجلس مكانه ولده السيد وهبه. وكان المرحوم له فضل وحسن عشرة مع الناس ومع إخوانه، وكان عليه تدريس مدرسة الخياطين التي أنشأها إسماعيل باشا ابن العظم، رحمته عليهما، آمين.
وكان المطر غزيراً ذلك اليوم، بعد حر كثير، وكان له أيام لم ينزل.
ذو القعدة، أوله السبت، ثانيه الأحد توفي بالصالحية الشاب الشيخ محمد بن الشيخ محمد الأكرمي الحنفي، من خدام الشيخ ابن عربي، وكان له خط حسن، وطلب العلم مدةً، وصلي عليه بالسليمية، ودفن بسفح قاسيون، عفي عنه.
وفي يوم الاثنين ثالث الشهر توفي بالصالحية الشيخ محمد درويش ابن القاضي عبد الوهاب بن العلامة الشيخ أبي الفلاح عبد الحي ابن عماد، الشهير بابن العكر الصالحي. تولى كتابه الصكوك بمحكمة الصالحية، وصلي عليه بجامع السليمية، ودفن بسفح قاسيون غربي الروضة.
سادس شهر القعدة، الخميس كنا ببستان الزيبق مع صاحبنا الأعز إسماعيل آغا، ونظمت في البستان أبيات من بحر الكامل، وفيه الإضمار والترفيل، وفي بعضها القطع، وذلك من العلل العروضية الجائزة المقررة في فنه.
يوم الأربعاء، كنا خامس الشهر ببستان القصر مع الأخ إسماعيل آغا الناشفي، ورجعنا غروب الشمس لداره عند الأحمدية والقزمازية.
يوم السبت، خامس عشر من الشهر، ورد سليمان باشا ابن العظم، ودخل من على برج الروس، ونزل الميدان الأخضر، ثم ذهب لدار أخيه، وهو إسماعيل باشة، لزيارة أولاد أخيه إسماعيل باشا، غربي المدرسة الجوزية.
آخر ذي القعدة، يوم الجمعة توفي الشاب الخالي العذار أحمد آغا بن محمد آغا بن الناشف بالطاعون، وصلي عليه بالسنانية، ودفن بتربتهم قبلي جامع حسان من غرب.
ثالث عشرين القعدة. توفي سعيد أفندي مدرس القزمازية بدمشق، غربي الأحمدية، وقبلي قلعة دمشق. كان منشئاً لسناً خطاطاً، يعرف العربية والتركية والفارسية، وله في كل هذه الألسنة إنشاء وشعر، وذلك بالطاعون، وصلي عليه بالجامع ودفن بالباب الصغير.
يوم الخميس سابع عشرين، فيه سافر سليمان باشا ابن العظم لتلقي الحج الشريف، وكان دخل في الخامس عشر منه.
ذو الحجة، أوله الثلاثاء.
ثالثه الخميس توفي الشيخ الصالح علي العراقي المعتقد، بالمرض العام.
وفيه خف الطاعون عما كان، وكان بدأ في أول العشر الثاني من شوال، وبقي إلى آخر الحجة، نسأله الرحمة واللطف بعباده إنه على كل شيء قدير.
وفيه في يوم الاثنين سابع عشر الحجة توفي إلى رحمة الله، ولدنا عيسى المتعبد الحافظ لكلام الله عن ظهر قلبه، وصلي عليه بالسليمية قرب العصر، ودفن بالروضة بسفح قاسيون.
يوم الجمعة، فيه أول تشويش إسماعيل آغا المذكور سابقاً، ويوم الخميس توفي إلى رحمة الله، وذلك سنة 1144، وصلي عليه مقابل نبي الله يحيى قرب الظهر، ودفن بتربتهم قبلي حسان.
سنة 1145
24 - 6 - 1732م
محرم الحرام، وسلطان الممالك الرومية وأكثر العربية وبعض العجمية السلطان محمود شاه، وقاضي الشام طرخني زاده الرومي، والمفتي حامد أفندي، وكافل دمشق عبد الله باشا الأيضنلي، والمدرسون والناس على حالهم، وقد خف الطاعون عما كان، وذهب فيه خلق لا يحصى.
صفر، أوله السبت، دخل الحج الشريف، ولم يحصل على الحج بأس، لا من العرب ولا من غيرهم ولا من الطاعون الذي كان بدمشق.
يوم الأحد، دخل المحمل.